خلف الاقفاص الاسمنتية بقلم / غادة العليمى

.



لا أعلم ماالذى يحدث خلف النوافذ المغلقة والأبواب الموصده ،
لكنى أعلم انه ليس شئ جيد
ثمة ڤيروس لا يتعدى الجزء من المليمتر  لا تبصره العين أرعب كوكب الأرض كله وأغلقه بمفاتيح الخوف والحذر
ليست أعظم أفعاله كما يظن البعض أنه كان ومازال  يقتص أرواح ويمرض اجساد ويوجع قلوب ويجعل دول عظمى تنهار وكيانات أقتصادية مهيبة تفلس..أبدا
مافعله بنا هذا اللعين كان ابشع بكثير
ما فعله الڤيروس انه نزع معنى الحياة من الأحياء..
 ماالذى يجذب فى النجاة من حياة بلا حياة
لا تستطيع فيها الجرى بلا عفوية ولا السير بدون حذر لا تستطيع السهر تحت القمر تخاف مصافحة صديق ومعانقه حبيب
لا تستطيع مس الاشياء واستنشاق الهواء
ما النجاة فى حياة الاختباء خلف النوافذ والأبواب المغلقة والقفازات الطبية والكمامات التى تخفى ملامحك وتحجب ملامح الحياة امامك
ما النجاة فى أن تحرم من الربيع الذى يتفجر خلف جدرانك ومراقبة الزهور التى تتفتح امامك وموجات البحر التى تتراقص لأجلك
ما النجاة فى حرمانك من بيوت الله من منعك  الطواف حول عرش الله من توقفك عن السفر والسهر والسمر و الصلاة
من حجب كل طقوسك الاجتماعية التى تؤنسك بالأخرين  فلا تجمعات نستمع فيها  لضحكات الاصحاب  ولا جلسات حميمية بين الاخوة والاخوات
لا أعراس ولا حتى مأتم لا لعب ولا عمل لا رياضة ولا فن ولا مشاعر غير الحذر
معطلون تماما عن ممارسة الحياة 
مسجونين خلف اقفاصنا الاسمنتيه نراقب الحياة ولا نقترب من الحياة
عفوا عن اى نجاة تتحدثون ، الذين رحلوا ارتاحوا من هذه النجاة من هذا الموت الذى يبقيك على قيد الحياة

شاركه

عن الكاتبة الصحفية دعاء سنبل

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus