بقلم / الكاتبة فاطمة المصري
يعتبر تنظيم الأسرة من أهم الطرق لتخفيف المشاكل بين الزوجان فهو يعطى الزوجة فرصة للإهتمام بنفسها وبصحتها وبزوجها وبأولادها ، ويقلل من المسئوليات التى ترهقها وتتعب كثيراً منها وطلبات المنزل والنظافة أقل وطلبات الأبناء أقل فتربية طفلين غير ثلاثة أو خمسة أو أكثر ، وكذلك الزوج تقل الأعباء المادية عليه وتجعله أقل عصبية ويهتم بزوجته وأبناءه ولا يشتكى من قلة الراتب فى عمله ولايفكر فى العمل فى أكثر من مكان حتى يستطيع ملاحقة الطلبات التى على عاتقه ، فيجد وقت يجلس مع أسرته ويتناول معهم الطعام ويشاهد معهم التلفاز ويهتم بالخروج معهم فى نزهة ويكون أكثر هدوءاً وواسع الصدر فى تعامله مع زوجته وأولاده بخلاف الذى عنده أكثر من طفلين تجده مشغول فى عمله طوال اليوم لتوفير الإحتياجات اللازمة لهم ، تنظيم الأسرة يمنح الزوجين لممارسة هواياتهم المفضلة والإهتمام ببعض أكثر والإهتمام بعملهم وأيضاً عدم الشكوى من المجهود المبذول فى البيت أو مع الأولاد والحفاظ على صحة الأسرة لإن الولادات المتكررة المتقاربة تؤذى الأم والطفل وتزيد من معدلات الوفيات ، تنظيم الأسرة تعطى الزوجين فرصة بالجلوس مع أولادهم والتحدث معهم لحل مشاكلهم وموضوعات كثيرة تفيدهم فى حياتهم ، أغلب المشاكل الزوجية تكون بسبب المشاكل المادية وعدم إهتمام الزوج بالزوجة وبسبب العصبية والعند والإندفاع فكلما قلت المشاكل المادية وضغوط الحياة والعمل كلما كانت الأسرة أكثر سعادة وتفاهم وبينهم حوار إيجابى أفضل من الأسرة التى تحمل مسئوليات كبيرة لكثرة عدد الأفراد ومطالبهم من مأكل وملبس وتعليم وصحة ، حافظوا على تنظيم الأسرة للحفاظ على صحتكم و لزيادة مستوى تعليمكم وثقافتكم ولزيادة الروابط الأسرية ، لأن بعض الأسر تتأثر بالفكر القديم والعزوة والأولاد الكثيرة ، دون أن تنظم حياتها بطريقة صحيحة وتفهم مدى قدرتها الصحية والمادية ، وخاصة فى بعض القرى والمدن التى تفكر اللمة والعزوة دون ترتيب ما يناسبهم بحجة إن كل طفل وله رزقه ولكن يقع فى مشاكل صحية وفقر ، و هم فى غنى عنها إذا فكروا جيدا ً ما يتلاءم مع ظروف حياتهم فكل أسرة مختلفة عن الثانية ، وبرغم انتشار برامج التوعية ومكاتب الصحة والصحف والندوات وغيرها من الوسائل التى توعى الأسر بفوائد تنظيم الأسرة وأهميته فى حياتنا ومساعدتهم وتوفير وسائل منع الحمل ، إلا إننا نشتكى من زيادة عدد السكان ومازال بعض البلاد التى تفكر فى إنجاب أطفال كثيرة ، وفى الحقيقة إن نمو المجتمع وتطوره يحتاج إلى العلم والثقافة لزيادة الإدراك بأهمية الأسرة وتأثيرها فى المجتمع ، ويجب على جميع الأسر أن تهتم بتعليم أبناءها ورعايتهم والإهتمام بصحتهم لننهض بمجتمعنا ، ونعيش فى سعادة وراحة بال ، لإن السعادة ليست بكثرة الأبناء وإنما بتربيتهم على القيم الدينية والأخلاقية الحميدة والإهتمام بصحتهم وتعليمهم ، ولن نصل إلى هذه الأهداف الإيجابية إلا بالتنظيم والإعتدال فى الإنجاب لتربية الأبناء بطريقة أفضل وحياة زوجية سعيدة ، وتجد فى دولة كبيرة فى عدد السكان مثل الصين و تتميز بإقتصادها الكبير قد وضعت قوانين لتقلل من عدد السكان وجعلت لكل أسرة طفل واحد فقط لسنوات طويلة ومؤخراً وافقت بالسماح لهم بالطفل الثانى وهذا التنظيم سبب من أسباب تطورها وتقدمها ، تنظيم الأسرة أهم وسيلة للتطوير والنهوض بالمجتمع .
0 التعليقات :
إرسال تعليق