ان عقوداً من الإهمال والصراع الذي وقع عامِ 2011 قد تركا نظام الصحة النفسية في ليبيا في حالة يرثى لها - لديه 12 طبيباً نفسياً فقط - والخدمات مركزة إلى حد كبير في مستشفيي الطب النفسي في أكبر مدينتين في البلاد؛ طرابلس وبنغازي.
لكن تم وضع برنامج جديد للصحة النفسية تقوده وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، ومقره داخل المركز الوطني لمكافحة الأمراض، لتحويل النهج الليبي القائم على المؤسسات إلى نهج مجتمعي في مجال الرعاية الصحية النفسية، مما يجعل خدمات الصحة النفسية متاحة لمعظم مناطق البلاد النائية والمحرومة من الخدمات.
هذا التحول الكبير في الاتجاه الذي اتخذته ليبيا جاء بعد مشاورات - مدعومة من قِبَل منظمة الصحة العالمية - مع وزارة الصحة والأطراف المعنية الأخرى في عام 2011، والتي اعتبرت الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي مجالاً ذا أولوية، يحتاج إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في مرحلة تعافي ليبيا وإعادة بنائها بعد انتهاء الصراع.
احتياجات الصحة النفسية في مرحلة ما بعد الصراع
إن مئات الليبيين المصابين بأعراض مرتبطة بالحرب، أو باضطرابات نفسية موجودة من قبل تفاقمت بسبب حالة الطوارئ، قد توافدوا – خلال عام 2011 - إلى مرافق الصحة النفسية القليلة الموجودة، يلتمسون المعالجة من نظام لم يكن قادراً على التعامل مع احتياجاتهم العاجلة.
كانت مصراتة - ثالث أكبر المدن الليبية - مسرحاً لبعض أعنف المعارك. فقد بقيت المدينة تحت الحصار لأشهر، واستُهدفت بصورة متزايدة بالقذائف والصواريخ. كما كانت مصراتة على مر التاريخ مدينة ليس فيها خدمات صحية نفسية على الإطلاق، ولا حتى طبيب نفسي.
"لقد كانت الخدمات الصحية النفسية في ليبيا غير كافية إلى أبعد الحدود، ولم تكن قادرة على تلبية الاحتياجات الملحة للشعب الذي عانى خلال النزاع وبعده"، كما يقول الدكتور بدر الدين نجار، مدير المركز الوطني الليبي لمكافحة الأمراض وزارة الصحة. وأضاف: " وقد خلقت هذه الحالة تحدياً كبيراً للنظام الصحي المتهرئ من قبل.
0 التعليقات :
إرسال تعليق