.الابتسامة سر الحياة بقلم د/أحمـــــــــــد مقـــلـــــــــد


لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم وميزه بميزة العقل والعاطفة وجعل من الابتسامة سر الحياة فهي رفيق العمر، ولا نستطيع أن نعيش الحياة بدونها، وقد ارتبطت تلك الابتسامة بتجارب في بعض الاحيان سعيدة وبعضها مريرة وهذا ما يدعيه المثل الشعبي (ده بيضحك من غلبه) وهناك ايضا من يقول (أكثر الناس ابتساما هو أكثر الناس حزناً) أي أن ما مر به الإنسان من ظروف صعبة جعلته يبحث عن وسيلة للتنفيث حتى لا يقع تحت الضغط النفسي ويحدث له ما يضره.

ولكون الشعب المصري مشهور عنه أنه ابن نكته ويجيد إدارة المواقف الصعبة حتى يتغلب عليها بالنكتة والمزحة ولم يقتصر على هذا فقط لكنه طورها لتكون مرتبطة بالفزورة والسؤال المستتر وكأنها ضحكة سرية لمن يجتهد في متابعة الحياة. فنجد المصري يطور من أسلوب النكتة لكونها نابعة من التراث الشعبي وترتبط بفن الحكاية وتهدف لوصف قصة صغيرة أو موقف أو عن طريق السؤال والجواب وذلك بغرض جعل المتلقي يضحك مِنْ غَيْرِ إِيذَاءٍ لَهُ، وهناك متخصصين في هذا المجال يقومون بعمل عروض وحفلات ولقاءات بهدف إسعاد الجمهور المتلقي، ومن النكات التي تأتي ضمن الأسئلة نذكر بعضها فيما يلي: -

• نملة تزوّجت فيل وبعد ما مات قضت كل عمرها تدفن فيه

• فيل طلع من السينما زعلان ليه؟ الجواب: كانت قاعدة قدّامه نملة عاملة شعرها كنيش.

• اثنين أصدقاء أحدهم يقول للآخر حلمت أني سافرت فرنسا بالأمس، رد الآخر وقاله وأنا حلمت إني أتجوزت. رد وقال لزميله الأول طيب ليه لم تدعوني؟ انا قولتلك كنت مسافر لفرنسا.

والسعادة ترتبط بالأمل لذا كن حريصاً على الابتسام وان تجعل نفسك دائما في صفوف المتميزين ومن النماذج الجميلة للمزاح المهذب ما كان في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم ونذكر منها ما يلي: -

• الأعرابي الذي طلب من النبيِّ صلى الله عليه وسلم ناقةً يحمل عليها متاعه في سفره: فقال سيدنا أنسٌ رضي الله عنه: استحمل رجلٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي حَامِلُكَ عَلَى وَلَدِ نَاقَة، فقال الرجل: يا رسول الله، وما أصنع بولد الناقة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وَهَلْ تَلِدُ الْإِبِلُ إِلَّا النُّوقَ".

• عن صهيب قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة وهو يأكل تمراً، فأقبلت آكل من التَّمر، وبعيني رمد، فقال؟ أتأكل التَّمر وبك رمد؟ فقلت: إنَّما آكل على شقِّي الصَّحيح، ليس به رمد. قال: فضحك رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم”.

ومما سبق وتم توضيحه فان الابتسامة هي مفتاح القلوب وملاذ الانسان لينسي ما يكدر صفو حياته، ومن كانت حياته عابثة ولا يتخللها الابتسام والضحك فان عمره لن يطول لكون الاسقام والأمراض لن تغادر جسده، بل ستضيع نضارة وجهه وتحل محلها تقاسيم وتعبيرات توضح مقدار الضيق والأسي الذي يتعرض له وقد استسلم له ولم يحاول ان يتخطاه ويواجهه بالابتسام. والابتسامة هي سر الحياة وسبب السعادة وهي التي تجعل القلب لا يضمر شراً ولا يعكس مشاعر سلبية لذا حاول ان تكون ايجابي وتجعل ابتسامتك لا تفارق ملامح وجهك فهي مفتاح القلوب ووسيلة التواصل بين البشر وللأسف فإننا شعب عاطفي يضحك في السعادة ويتغلب على المشاكل بالابتسامة وعند حدوث ما يستحق السعادة المفرطة تجده يخاف من العاقبة فيتحول ليقول (ربنا يجعله خير) وحتى في حالات الفرح فان العاطفة تغلب عليه وتمتزج بالدموع. نعم اننا شعب عاطفي وله من الطباع ما يميزه ولا تتكرر لذا يجب ان نعيش الحياة بالأمل والتفاؤل وانتظار تحقيق السعادة لكون الحياة قصيرة ولا تتحمل ان نضيع العمر في مشاعر الحزن وما يكدر الصفو.

شاركه

عن الكاتبة الصحفية دعاء سنبل

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus