متى أستحققتك.. بقلم / لبنى عادل



سأتحدث اليوم بطريقه عمليه بعض الشئ مطولة بعض الشئ أيضا قد لا تروقني كثيرا لكنه الشرود و التحليل اللذان هما وسيله عقلي الدفاعية للتشبث بهذه الحياه، وتجاوز صعابها،
سأتحدث عن مفهومين خضعا عقلي للتحليق بعيداً، فور كتابتي عنهم سأهبط به وبكم سالمين مره أخرى لمتابعه أسفار جديده،
مفهومي الأول هو مصطلح يتردد بذهني ليس بجديد ابدا هو (المشاركة أو المساهمه بالوقت) هذا المصطلح الذي استخدمته شركات السياحه منذ فترة ليست بالبعيدة، والمقصود منه امتلاك بعض الوقت بالأماكن  الجاذبه والخلابه، لمن لا يقدرون على امتلاك وحدات بهذه الأماكن ملكيه دائمة، والترويج على أنه بدلا من امتلاك المكان بالكامل يمكنك امتلاك بعض الوقت به مرة أو مرتين كل عام حسب

إمكانيات كل فرد،
وبهذا نصل لنتيجة أن امتلاك البعض من الشئ ربما يكون أفضل وتعويضاً مقبولا عن عدم امتلاك الكل، وبنظرة أعمق لهذا المصطلح بات جليا لدي انه يطبق على شتى جوانب الحياه وان الجانب المادي هو نقطه صغيره في بحر تطبيق هذا المفهوم أدركت انه يطبق على الاجتماعيات وعلى الأشخاص بالذات،
أن ترغب بأحدهم ويرغب بك كثيرا لكن لا سبيل لأحدكم أو لكليكما بالوجود الكامل لأي سبب فيعطيك قدرا من وقته، قدرا من اهتمامه، من حياته حسب ما يتثنى له،
لكن عن أي الأشخاص اتحدث، وعلى من ينطبق هذا المفهوم،
الإجابه دون أدنى شك وبإختصار انه يطبق على أُناس  يمكنك الاكتفاء بهم والإستغناء عن العالمين وعن زخم لا جدوى منه ولو بالقليل القليل منهم،
إني حين

اتحدث عن كرمه عطاء حين تدور وتصل اليك تعطيك هذا القدر الجميل وهي آسفه أن لو كان بإمكانها  إعطاؤك المزيد ولا تَمُن عليك أبداً،
المشكله الوحيده هنا تأتي حين  تشعر بالإحتياج الشديد لوجود هذا الكيان بشكل مُلِح وقت غيابه عنك، لكن أثره الطيب هو العزاء الوحيد وقتها، والروح الطيبه التي يتركها تمنحك الشعور بالرضا والثبات، تجعلك تنتظر بهدوؤ ولأنك ايضاً على يقين انه ليس ساكناً في مكانه وأنه يصارع من أجل الوصول إليك والبقاء جانبك يوما ما،
هم طوافون يجوبون الأرض لاجل إبقاؤك سعيداً ولو للحظات وهم فقط من يستحقون أن تجوب انت الأرض أيضا بحثا عنهم بعينهم دون كلل،
هم  كحبات اللؤلؤ النادره قل ما قد تجدهم، فإن صادفت أحدهم يوما تشبث به وابذل قصار جهدك لكي تستحقه،
من هنا يمكنني ان انتقل لمفهومي الآخر الذي نبأتكم سلفا اني سأتحدث عنه وهو (الإستحقاق)،
اتسائل هنا ما الذي يجعل شخص بعينه يستحق كل هذا أو أكثر أو أقل؟؛
بدايه يجب أوضح شئً هاماً أصبحت على قناعةٍ تامة به، وهو كونك شخص جيد جدير بالخير لا يجعلك بالضروره تستحقه؛
الفرق بينهما كالفرق بين الدعاء و الإستجابة،
فأنت تدعو يجيبك اللّه لا محاله لكن متى يستجيب ويحقق دعاؤك؟؛ هكذا يتضح الفارق،
فيوسف عليه السلام كشأن جميع الأنبياء شخص جدير بالخير، ومن أحق منه فهو نبي ابن نبي لكن ما الذي جعله يستحق أن يكون عزيز مِصر؟
البرهان الوحيد على استحقاقه ليس كونه نبي من الأخيار ، فصبره وتحمله هو الشاهد الوحيد في هذه القصه،
لقد تحمل يوسف منذ البدايه، فمنذ نعومه اظفاره تحمل خيانه إخوته له، تحمل الجوع والعطش في ظلمات البئر، وان تكون نجاته منه مشروطه بأن يصبح عبدا أسيرا،
لقد ذاق مرار الفقدان حين بوعد بينه وبين ابيه الذي كان بِأشد الحاجه إليه في هذا الوقت،
حين أصبح شاباً يافعاً كان وفاؤه لربيبه الذي احسن مثواه أعمق في نفسه من نيل إمرأه يحبها ويرغبها لا عاصم له منها إلا اللّه، وتَحمل الشائعات وقذف الناس له بالباطل رغم عفته،
كان من الممكن بل ومن الطبيعي أن يفقد صبره وإيمانه حين أعقب كل هذه المحن سنوات السجن الطوال، وخذلان من تآنس معه بالسجن له حين تبدل حاله و نسي بشاره يوسف له بالخير ،
قدتحمل وتحمل وصبر وبتحمله استحق أن يظهره الله فوق كل من خانوه وخزلوه، واستحق أن يكون عزيزا،
ومن منا يوسف، من لديه قدره على التحمل ليَدعي بعدها انه يستحق،.
لكنك استحققت ياعزيز  بكل ما عانيت وبذلت وبكل ما تحمل الكلمه من معنى استحققت وبكل ما تقدم لتعيش هنيئا مرتاح البال تستحق، لكن صبرا فالأيام مداوله بين الناس،
وعني انا فقد استحققتك يا عزيز بعدد سنواتي العجاف استحققتك، و بكل ما يمكنني تحمله كي لا تمر دمعه عابره بعينيك استحققتك، لكن تُرى متى سأجاورك، متى سأحصل عليك؟،
من يدري ربما يكون بطرفه عين وربما كان قريباً.
شاركه

عن الكاتبة الصحفية دعاء سنبل

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus