الإعلام القيمي والتحديات المعاصرة ( 1 - 5 )



الإعلام القيمي والتحديات المعاصرة ( 1 - 5  )
بقلم : عبد الرشيد راشد

لا يختلف اثنان   بأن الإعلام يلعب دوراً هاماً في حياتنا شئنا أم أبينا ،  و يشاركنا تشكيل قيم وسلوكيات أبناءنا رغم أنوفنا ، ومن لم  يدرك  هذه الحقيقة  و يكون قادرا على تسخيره لصالحه  كأن يشاهد أو يستمع أو يقرأ النافع منه وفقط مع  التوعية الدائمة لأبنائه ،  ومتابعة شئونهم أولاً بأول ، وعدم السماح لأي منهم بالعزلة تحت مسمى الحرية أو الخصوصية  الخ .. تلك المسميات التي اخترعتاها لنرضي أهوائنا ، و نتنحى بها عن واجباتنا  فقل على الدنيا السلام .  فالعزلة الكاملة للأبناء هي بداية المشاكل والأزمات التي غالباً ما تنتهي بكوارث يعاني منها الأبوين والمجتمع مستقبلاً كما أكدت ذلك الأبحاث والدراسات والواقع ، ومن هنا فالعاقل هو الذي يتابع ويراقب تصرفات أبنائه أولا بأول ، ويناقش  قضاياهم من وقت لآخر  بأسلوب علمي عصري ينطلق من قيم الإسلام وثوابته ، حتى لا يجد  نفسه في  النهاية أمام طوفان من التحديات والصراعات والمتاهات لا قبل له بها ، و يكتشف أنه في واد وأولاده في واد آخر !  وبالتالي فلا بديل عن المواجهة خاصة بعدما أصبح  العالم قرية صغيرة لا تقبل الهجر  أوالابتعاد عن  مدارها  حتى وإن فشلنا  في إقناع أولادنا  بما ينبغي أن يحملوه من أفكار ومعتقدات .

 فعالم اليوم لا يسمح لإنسان أن يختبئ داخل صومعته ، أو أن يمتنع عن مناقشة ما يدور في أذهان أبنائه  حتى ولو كان ذلك مخالفا للأديان والأعراف والتقاليد ، لأنهم لو لم يجدوا  المعلومة الصحيحة لديك أو من مصادر آمنة  كالمدرسة أو المسجد سيبحثون عنها ويجدونها في مكان آخر ربما بطريقة لا ترضينا ، وتكون نتائجها وقتئذ مدمرة ، وعواقبها وخيمة ، وسيجني المجتمع مرها مستقبلاً ،

 وبالتالي لا  بديل عن الحوار والمناقشة ومتابعة كل ما هو هادف وهذا إن أردنا  تربية أجيال تعي الصراعات  التي تدور  من حولها ، و تكون قادرة على مواجهة التحديات التي تعترض طريقها بأسلوب يتوافق مع عقيدتها ويتناسب مع شريعتها خاصة بعدما ازدحم الفضاء بالفضائيات التي تبث الصالح والطالح ليل نهار دون توقف مما يلزمنا بأن  نرغب أبناءنا بصفة مستمرة في مشاهدة أو متابعة كل ما يثقل مواهبهم ويدعم ثقافتهم لا سيما الشرعية باعتبارها حجر الأساس في مواجهة التيارات المخالفة لقيمنا ومبادئنا  حتى ولو كافئاهم مرةً بعد المرة بنوع من الهدايا التي يحبونها،  أو بالذهاب بهم لبعض المنتزهات التي يعشقونها لكي يشب النشء على أساس متين من القيم والخلق تمكنهم من مواجهة هذا الطوفان الذي ندعو الله أن يجنبنا وأبناءنا سلبياته ومخاطره .
شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus