إن مهنة الإرشاد النفسي والتعامل مع الصحة النفسية تكتسب أهميتها من خلال حاجة المجتمع إليها، حيث يهدف الإرشاد النفسي إلى تلبية احتياجات أفراد المجتمع على اختلاف مستوياتهم في مواجهة المشكلات السلوكية والإجتماعية والأزمات النفسية التي قد تؤثر سلباً عليهم، ومساعدتهُم على تجاوزها وتخطيها.
ولذا فإن من مهام الإرشاد النفسي السعي إلى تحقيق الذات لدى المسترشد حيث يسعى إلى مساعدته على استخدام كافّة إمكاناته وقُدراته إلى أقصى حدّ، فالمُرشد يسعى بكل الطرق لمُساعدة الفرد على تحقيق ذاته، بغضّ النظر عن مستوى قدراته وإمكاناته، عادي أو مُتفوِّق أو ضعيف دراسيّاً أو ناجح، وأيضاً الوصول به إلى درجة يرضى فيها عن قُدراته ومهاراته.
لقد أصبحنا اليوم في أمس الحاجة إلى التعرف أكثر علي أنفسنا و دوافعنا ورغباتنا وشغفنا، وتعلم كيفيه التعامل مع تحدياتنا وضغوطاتنا، و التحكم بانفعالاتنا، واتخاذ القرارات بطريقة صائبة ومدروسة، والتعامل الصحي مع المشكلات والأزمات التي نتعرض لها، ولعل ما يوفر لنا تلك المعارف هو الإرشاد النفسي.
يعلمنا الإرشاد النفسي أن نكون أكثر توازنا ومرونة في الحياة، فعندما نكون أصحاء نفسيا، وتصبح حياتنا أكثر زخما، وأعمالنا أكثر نفعا، وأيامنا أكثر حيوية، وروحنا أكثر انطلاقا، حينها فقط نشعر بقيمة الحياة ونعيش راحة نفسية وهدوء بال لطالما نحلم به ونتمناه.
ومن هنا كان عنوان مؤتمرنا الإرشاد والصحة النفسية.. تحديات الواقع وآفاق المستقبل، ومن الجمال أن يكون في عروس البحر الأبيض المتوسط بمدينة الإسكندرية وفي رحاب العلم والصرح الكبير بقاعة كلية الطب جامعة الإسكندرية، وسيظل يوما فارقا في حياة كل من حضره.
مع خالص الأمنيات لكل الحضور بالتميز والسعادة والراحة النفسية والشكر موصول لفريق عمل وتنظيم المؤتمر على ما بذلوه من جهد كبير في سبيل إنجاح المؤتمر وخروجه بالشكل الذي يليق بجموع الحاضرين من القامات العلمية والتدريبية والثقافية، ويبقى شعارنا دوما معا نصنع النجاح.
محمد البلاسي
رئيس المؤتمر
رئيس مجلس إدارة ETC للتدريب والاستشارات
0 التعليقات :
إرسال تعليق