الاسبوع الاسود. (الجزء الاول)


كتبت ....مريم العريان
كانت الطائره تحلق في السماء  عاليا مخطرقه السحب واللغيوم ..وبداخلها  يوجد ركاب من كل الأجناس والبلدان وكان يملاها نوعا معا الضجيج لعائلات وأشخاص يتبادلون الأحاديث والحوارات ... ..... الا شخص واحد يجلس بجانب شباك الطائره حزينا متأملا. .. يبدو  الوسامه علي وجهه العابس  ويرتدي ملابس فاخره ولكنن يبدو من طريقه ارتدائها وعدم التنسيق السرعه في ارتدائها وكأنه أخذ قرار للسفر فجأة....عبدالله هذا هو الشاب المحبط وهو يتامل من نافذه الطائرة اخذ يتذكر وكان فيلم يدار بداخل خياله عزله في لحظه عن احساسه بالمكان والزمان ....
..انت مش ممكن تبقي اب ولا تعرف ربنا اتقي الله يا اخي اعمل حساب اخرتك كل شيء في حياتي  بوظته دمرتني ....حتي الجامعه اللي كنت متفوق فيها 
سقط سنتين ورا بعض وانا حافظ صم ومغلطش غلطه ولما اشتكيت الدكتور اتخانق معايا وكأنه بيتلكك  وتتطور الأمر لرفدي من الجامعه......حتي  والبنت الوحيده اللي كنت بحبها من وانا صغير... كرهتها فيا وكرهت أهلها وطبعا كله بسبب السحر والشعوزه اللي عزلتنا...عن  أهل امي واهلك وبعيد عن بلدنا الكل كان بيخاف مني وبيهرب  
فرد عليه.... يا بني ما عايزك تبقي معايا وتساعدني وتبقي زراعي اليمين انت مش عارف الخير اللي هتبقي فيه.......... 
 فرد عبد اله خير ايه يعنى الخير اللي يجي من السكه دي لعنتا واتسببت في موت امي علشان ثروثها بسحرك الملعون ضربها المرض وماتت وقام عبدلله بتكسير إناء كان يحضر فيه اعمال السحر .......عمر ما هتكون ابويا انت لعنتي ...وهنا استوقفت  خياله المضيفه ..يا فندم ..يا فندم ...رد عبدالله انا اسف اتفضلي 
قربنا نوصل خلاص اربط من فضلك حزام الأمان وفعلا 
وهبطت الطائره علي أرض مصر وهتف الركاب فرحا الا... عبدالله ..قام بهدوء واخذ شنطه يده وخرج من بين الجميع وهو لازال شاحب الوجه وانتظر طابو الجوازات واخذ في التفكير ليسرح خياله مره اخري ......
.وهو يجلس في مطعم بجانب فتاه جميله جدا وقالت له انا بحبك اوي عبدلله ومش ممكن اعيش مع حد غيرك ..فرد وانا كمان فيبي. ...لازم نتجوز قريب خلاص انا مش هقدر اكمل من غيرك....وطبعا  لا يمكن نعيش سوا بدون جواز.... احنا تقاليدنا كده فردت ذي ما تحب عبدالله وقامت بتقبيله علي وجنتيه وحضنته بشده ...وهنا فاق عبدلله وبدت ابتسامه تعلو وجه ولكنه سريعا ..استيقظ من ذكرياته  علي صوت ظابط الجوازات الباسبور من فضلك يا فندم... وهنا تبدلت الابتسامه مره اخري الي احباط وحزن وانتهي من إجراءات المطار وقام بأخذ أمتعته الكثيره وكأنت كثيره وكأنه قرر..ان  يستقر في مصر  نهائ بلا رجعه
وخرج ليستوقف تاكسي ....وفعلا وقفت له سياره وقال سواق التاكسي علي فين يا فندم صمت عبدلله قليلا وذكر اسم مستشفي من أكبر المستشفيات الخاصه في مصر ....فخاطبه السائق قائلا خدامك مصطفي يا باشا بس معلش سؤال ربنا بطمنك علي  اللي رايح تزوره بس المستشفي دي يا باشا غاليه جدا لامؤاخذه  دي  ما بيدخلهاش غير الاغنيا ء قوي ...فصمت عبدلله واكتفي بالنظر للسائق ولم يعير لكلامه انتباه  ولا بكلمه واحده  . فنظر السائق باستغراب وصمت عن  الكلام ..ونظر  عبدالله بعمق خارج نافذه السياره وذهب بخياله مره اخري...
فيبي ايه التي بتقليه ده ازاي نسيب بعض فين حبك ليا وفين اتفقنا ..دا حتي اهلك كانوا مرحبين قوي ...فردت الفتاه وهما. يقفان عند بحيره حولها أشجار كثيفه متساقطه الاوراق. في ظلال جو خريفي  ..عبدلله اهلي رفضين تماما ومش ممكن اكسر ليهم كلمه .....طيب اديني فرصه اقنعهم...لا ارجوك محدش هيرضي يكلمك معلش لازم امشي  ....فيبي ....فيبي .وبصوت عالي مختنق   فيبي 
..وهنا عبرت  السياره بمطب عالي أيقظ عبدلله من خياله ....فرد السواق لاومؤاخذه يا بيه 
معلش معرفش ايه المطباط دي ايه لزمتها الشارع ولا فيه مدرسه ولا مصلحه ولا مستشفي الواحد قرف 
......فرد عليه لاول مره علي السائق حصل خير يا اسطي 
واستمر السائق في الكلام . وعبدالله فكره شارد بعيدا وكان السائق يتكلم بلا صوت ......وأكمل خياله .....ياصحبي الستات كده قلبين ياسيدي  تقابل ست سنها هو من قلت البنات الحلوه  ....ورد عليه عبدالله وهما  يجلسون يتناولون الطعام في مطعم. فاستطرد عبدالله  .قائلا بقلك يا جون بحبها ومش هحب غيرها ووووو ....؟..تسمر عبدلله تجاه باب المطعم وهو متيبس بكل جذء في جسده وعيناه تبرق باحمرار فرد جون ماللك عبدلله .....فلم يرد ونظر جون تجاه نظارات عبدلله وجد حبيبته السابقه فيبي بصحبه شاب وتجلس علي طاوله وهما في قمه المشاعر ويتبادلون القبلات
وهنا  قام عبدلله وهجم عليهما وقام عراك انتهي باصابه   عشيق خطيبته وكسر ترابيزه المطعم وهم بضرب فيبي ولكن عمال المطعم وصديقه منعوه  وقال جون خلاص عبدالله ما تستهلش  ...فاستطردت فيبي صارخه في وجهه .؟انت مجنون ما انا قلت لك خلاص....
 الموضوع بينا انتهي ..انا  بكرهك يا اخي وهنا قام جون صديق عبدالله بسحبه لخارج المطعم ............وانتبه للواقع مره اخري  علي صوت .. السائق وصلنا يا فندم فاستفاق عبدالله.. وفي عينيه دموع محبوسه
  فقال للسائق ينفع يا اسطي  تستناني وانا هحاسبك علي الانتظار ...فرد السائق تحت امرك يا باشا انا خدامك ...وفعلا فوجأ بمستشفي تشبه الفنادق الفاخره  جدا ودخل .وسأل موظفين المستشفي ...وهو يقول بصوت وكأنه متطر ....حضرتك.انا.   عبدالله سيد عبد المعبود  ويكمل كلامه  وهو مختنق الصوت وكأنه متطر ..... حضراتكم اتصلتوا بيا عشان سيد عبد ال
 ثم رد موظف الاستقبال وهو مبتسم ناظرا بتفحص و باستغراب  تقصد والد حضرتك...حضرتك استاذ عبدالله وظل الموظف في حاله استغراب إلا أن قام بمكالمه بصوت غير واضح ثم 
قال
والد حضرتك  في Intensive care ( العنايه المركزه ) احنا حاولنا نوصل لاي حد.من قرايبه الكل رفض زيارته وفي شخص شكله غريب جدا جابه المستشفي ودفع مبلغ كبير في الحسابات بس احنا كان عندنا مشكله أن حد يجي يتابع الحسابات لحد من اسبوعين أعطانا رقمك بره مصر وقال انك هتنزل انهارده الغريبه مكناش متأكدين كنا فكرينه بيهذي
علي العموم حضرتك هتستني شويه في الانتظار 
وهتتفضل تدخل تزور والد حضرتك 
وفعلا جلس عبدلله وهو متوتر بشده ووقع نظره علي ماكينه صنع قهوه وهنا ذهب بخياله مره اخري ....
..القهوه النهارده طعمها غريب وهو يصب فنجان من الماكينه  مخاطبا صديقه كريستيانو في العمل ..فرد صديقه وهو يتذوق القهوه ...لا بالعكس 
يمكن انت اللي عندك دور برد بيغير الطعم والرائحة......فجاوب عبدالله غريبه انا معنديش برد ويقطع حوارهم سكرتيره مدير البنك الذي يعمل فيه 
وهي تنادي علي عبدالله 
قائلا انت ايه اللي عملته مدير البنك مولع نار ادخله بسرعه وفعلا دخل وعندما رآه المديد خبط خبطه قويه علي مكتبه وهو يقول بصوت عالي وعيناه تبرق أن بقالي عشرين سنه محدش خد عني ولا مره  وانت اللي كنت بعتبرك ابني تتآمر ضدي وتودي ملف شركه نيو سيتي اللي كنا هنعمل معاهم اكبر صفقه في تاريخ البنك وتديهم الملف اللي  مسلمهولك   تشتغل فيه  ويسرقوا مننا الصفقه دفعواك كام يا خاين ..حاول عبدالله وهو في حاله زهول محصلش حضرت المدير الملف عندي ومحدش خده فرد المدير باستهزاء مدموج بغضب وضحك باستهزاء
 طب هاته...وورهوني ... فجري عبدالله كالمجنون وفتح درج مكتبه المقفول بقفل مفاتيحه معه نسخه واحده فقط وفعلا لم يجد الملف ورجع مسرعا للمدير والله يا فندم ماحصل معرفش مين سرقه..... انا معملش  كده ابدا انت تعرفني كويس ..فرد المدير حتي لو انسرق عبدالله انا اسف انت مرفود .....وهنا انتبه علي صوت الممرضه اتفضل معايا استاذ عبدالله وسار معها في ممر طويل  حتي فتحت له باب الغرفه التي يرقد بها والده وادخلته واقفلت الباب وظل متسمر ينظر للاجهزه المعلقه للتنفس وقياس الضغط والأكسجين وهو متجمد كالثلج  لا يظهر ا ي تعاطف ...وهو يتأمل فقاطعه والده بصوت منخفض بعد أن أزال الأكسجين  عن فمه ........عبدالله ابني قرب فتردد عبدالله وكرر الأب كلامه قرب يا بني وهنا قرب عبدالله منفعلا ايه ياخي مش هتعتقتني لوجه الله هتعمل ايه بعد كل اعمالك السوده اللي عملتها اعمال واذيه في خلق الله.   خلتني سيبت البلد وسافرت  باعجوبه علشان ابعد عنك وعن كل الناس اللي كرهوني بسببك   ....ورد الاب بصوت منخفض ورجعتك في اسبوعين كنت عارف انك هترجع لاني رتبت كل شيء يخليك تسيب البلد دي وترجع تورث كنز ابوك 
في البنك بتاع المستشفى في ١٠٠الف جنيه فوق الحساب وفي البيت اللي سيبلك عنوانه هنا جنبي  الكنز الحقيقي اللي سيبتهولك ....وخلاص انا كنت عارف ان الموت مش هيرحمني بس علشان علي الاقل اموت في مكان نظيف وكان يتكلم ووهو يضحك ويسهل في نفس الوقت ...وأكمل كلامه كان لازم تستلم انت الكنز ابني اللي من لحمي ودمي كنزي ما يخدوش غيرك واخذ في استنشاق الأكسجين وبعد لحظات ليس طويله نزع جهاز الأكسجين ونبضاته تتسارع  .....وفجأ ابرقت  عينيه وكأنه يري  شيء مخيف  يقترب منه وهو يحاول أن ينطق ويقول لا ..لا..ثم الفظ أنفاسه الاخيره وهو جاحظ العينين وجهه شاحب وكأنه رأي شيء رهيب  وبدأت الاجهزه تصدر اصوات اعلانا لتوقف النبض وتجمع الدكاتره والممرضات محاولين إسعافه ولكنهم فشلوا والتفت كبير الاطباء لعبد الله البقيه في حياتك يا بني وعبدالله ينظر بخوف وهلع وهو متسمر ...إلا أن قاموا بازاله الاجهزه وقاموا بتغطيه وجهو ا وأخذوا جثته من الغرفه وعبدالله يقف وهو غير مستوعب ما قال والده حتي وقعت عينيه علي درج بجانب السرير الذي كان يرقد عليه  به عنوان المنزل   ..وخريطه غريبه ....وهنا لم يكن عنده خيار إلا أن يفعل ما قاله والده. حتي يحصل على المال ........يتبع
شاركه

عن Mizoohanaa

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus