كتب / أحمد عبدالكريم
بحضور نخبة من الفنانين ورجال الدولة والإعلاميين والمبدعين؛ من عدة بلدان عربية. وبحضور جمهور كبير، احتفى مهرجان "إيجي" الدولي الذي أقيم مؤخراً في العاصمة المصرية "القاهرة" بالكاتبة والمخرجة الأستاذة "ديانا جويد" حيث تم تكريمها باعتبارها من الشخصيات المؤثرة في المجتمع. وقد جاء هذا التكريم تقديراً للأعمال المسرحية والفنية والإنسانية التي قدمتها وتقدمها في السويد، ولجهودها في التعريف بالثقافة العربية، ونشر السلام والمحبة بين الشعوب.
وتعتبر مشاركة الأستاذة "ديانا جويد" الأولى لها في مصر. وقد طغى حضورها في هذا المهرجان بإطلالتها الرائعة والمميزة وكلمتها التي ألقتها على المسرح والتي افتتحتها بأبيات لأمير الشعراء أحمد شوقي:
واخفضْ رأسك في الأرض التي حملتْ
موسى رضيعآ وعيسى الطُهرِ مُنفطما.
كان لنا الشرف باستضافة الأستاذة المخرجة ومحاورتها حول انطباعاتها عن المهرجان؛ فأجابت مشكورة:
- من الجميل والمُفائل في هذه الأيام بالذات أن يتمَّ إقامة أنشطةٍ ثقافيةٍ فنيةٍ في عالمنا العربي. هذا ما حدّثتُ به نفسي عندما تلقيتُ خبرَ دعوتي وتكريمي في مِهْرَجان القاهرة هذا العام.
طبعاً ليس من الغريب على مصرَ أن تكون الرائدة في أيّ مجالٍ. هذا ما عوَّدَتْنا عليه وهذا ما ننتظره منها دائماً باعتبارها (أي مصر) الداعم الأول للمواهبِ العربيةِ، وكم من فنان وفنانة انطلقوا من مِصرَ وحَملوا فنهم وثَقَافتهم إلى العالم العربي من محيطه إلى خليجه. واستكمالاً لدورها الرياديّ هذا، تَمّ إقامة المهرجان بنسخته السّابعة هذا العام ليجمع فنانين ومبدعين من عدة بلدان، ولتتلاقى الثقافات في حوار فني حضاري يَليقُ بالفن والفنانين.
* و رداً على سؤالنا لها عن رؤيتها المستقبلية لهذه الأنشطة قالت:
آمل أن تستمر وتتفاعل وتتطور هذه المهرجانات في المستقبل لتكريسِ هذا النوع من اللقاءات. (ليس في مصر وحدها بل في كلِّ البلدان العربية) علّنا نستطيع لاحقاً الخروج إلى العالمِ بعمل فنيٍّ مُهمٍّ قادر على التعبير عن هُوِيَّتِنَا الثقافية وعن آمالِنا وأحلامِنا ومشاكِلنا. وأن يُعطي الفرصة للفنان العربي لتقديم نفسه وثقافة شعبه للآخر بطريقةٍ تَليقُ بنا وبفننا وتُعبرُ عن تَوقِنَا إلى العيش بِحُريَّةٍ وسلامٍ مع باقي شعوب الأرض.
* وكان لنا وقفة مع فن تصميم الأزياء والمصممين الذين اشتغلت معهم و أهمية الازياء في العرض المسرحي حيث استطردت قائلة:
- طبعاً المسرح ليس فقط الخَشَبةَ والممثل والسِّتارة والنَّصّ المسرحيَّ. فكما يُقال "المسرحُ أبو الفنون" باعتبارهِ يجمعُ العديدَ من الفنون في عملٍ واحد: كفنِّ الموسيقى والغناء والرقص بأنواعهِ، والإضاءة والصوت .. الخ. بالإضافة إلى كلِّ ذلك هناك فن تصميم الأزياء والإكسسوار.
ويحظى فن تصميم الأزياء المسرحية باهتمام كبير من قِبَلِ المخرجين المسرحيين؛ لما له من أهمية في إضفاء اللمسة المطلوبة على العمل ومُساهمتهِ باكتمال طُقوسِ الفُرْجَةِ المسرحية ونقلِ الحضور من الواقع إلى زمن ما؛ أو حالةٍ ما.
ولقد تعاملتُ في الاعوام الماضية مع عدّة مصممين عرب لأزياء مسرحيات عُرضتْ في السويد. من بينهم المصممة السعودية المبدعة "فاطمة المحمدي" و الفنانة صاحبة المقص الذهبي السورية "ليندا جاموس" و يشرفنا التعامل في المستقبل أيضاً مع مصممين مبدعين من بلداننا العربية لنُصدّر فننا وابداعنا للغرب ككل مُتكامل.
* وعن أهمية المسرح قالت:
- ننظر إلى هذا الأمر بجديّة ومسؤولية بِصِفَتِنا نَحْمِلُ ثَقافةً مُختَلِفةً نَسعى لتعريفِ الآخرينَ بها، وإشراكِهِم فيها والبحث عمّا يَجمَعُنا من قِيَم إنسانية وأخلاقية، والتشبيكِ مع الجِّهات الفنية والثقافية؛ وحتى الاجتماعية التي تسعى مِثْلَنا لنشرِ الجمال والسّلامِ والمحبةِ بين الشعوب.
* ثم أضافت:
- هكذا نَفهمُ الفنَّ، وهكذا نَفهمُ المسرح، وهكذا نُحاوِلُ أن نكون، فنحنُ في بلدنا الثاني نعتبرُ أنفُسَنَا رُسُلَ مَحبة وهمزة وصل وجسراً بين ثقافتين. في الحقيقة هذا هو دورُ الفنِّ بالإضافة لدورِه في المُتعَةِ والتَّسليةِ ونقلِ الخِبْرَاتِ الإنسانيةِ بِمُختَلِفِ مناحيها.
الفنُّ رِسالةٌ. والمسرحُ آداتُنا الجميلةُ الراقيةُ لنقلِ هذه الرسالةِ ونشرِها حيثُ نكون. وهذا - كما ذكرتُ - ما نؤمنُ به وما نُحاولُ جاهدينَ القيامَ به بأجملِ صورةٍ ممكنة.
* أما عن تطلعاتها في اقامة مهرجان في السويد فقد صرحت لنا بالتالي:
- نأمل أن نستطيع بدورنا استضافة الكثير من المبدعين المتألقين في مهرجاننا في السويد و نُرحب بكل مشاركة و بأصحاب المشاريع الجادّة.
* وفي الختام طلبنا من الاستاذة توجيه كلمة أخيرة للمهرجان فقالت:
- يُسعدني أنني كنتُ جزءاً من هذه التظاهرة الفنية التي لم تكن لتنجح وتترك هذا الأثر اللطيف في نفسي ونفوس كل من حضر لولا الجهود العظيمة للقائمين عليها.
فشكراً لكل الأصدقاء في مصر: مسرحيين، فنانين إعلاميين، فنيين .. و أخص بالشكر مدير المهرجان السيد "أحمد العزبي" وكلّ من ساهم في إنجاحِ هذا المهرجان.
وبالتأكيد أقدمُ جزيل شكري وتقديري لجمهور مصر العظيم على كل الدعم و المساندة والحب والترحاب الذي تلقيناه، و أتمنى للجميع كل التوفيق والنجاح في المهرجانات القادمة.
0 التعليقات :
إرسال تعليق