بقلم/ هدى رأفت
منذ فترةٕ ليست بالبعيدة، أصاب التخبط والتشتت عُقولَ الكثير من أبناء شعبنا، ومازلت حتى لحظةِ كتابة هذه الأسطر تُسيطرُ على نسبةٕ كبيرةٕ لا يُستهانُ بها، ولكن عُذراً.... من المسؤول عن ذلك؟؟
الإجابة بكل بساطة، هي مسؤوليةٌ مجتمعية يتحملها كلُّ فردٕ يعلمُ الحقيقة ويعيها جيداً، ولم يَقُم بأداء واجبه نحو غيره ممن لا يعلمون، فأصبح كل منطوقٕ حولهم موثوق، والناطقُ بالمغلوطِ غيرُ معلوم، وأصبحت الهُوِيةُ الفكرية لديهم تسيرُ في طريقٕ مُظلمٕ ومقبور، وعندما تبحثُ عن الفاعل تَصِلُ في النهايةِ أنها تُقَيدُ ضدَ مجهول.
جيشُ الوعي ينتفض:
على خلفية الأسطرِ سالفةِ الذكر، لَبَّت وزارة التضامن الإجتماعي ووزيرتها المقاتلة د/ نيڤين القباچ نداء الوطن، وأدركت الخطر الداهم الذي يحيطُ بأبناء الشعب، وحشدت رجالها الشرفاء على رأسهم الدكتور/ أحمد الشريف رئيس مجلس أمناء مؤسسة القادة للعلوم الإدارية والتنمية، وتعاونت مع شركائها في الدولة المصرية متمثلة في الهيئة العامة للإستعلامات، وقاموا بوضع خطةٕ محكمةٕ للقضاء على حالة اللاوعي بجيش "سفراء الوعي"، بقيادة ورعاية الإمام المتغلب رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي.
"سفراء الوعي.. من أين وإلى أين؟؟":
من واقع المسؤولية الوطنية، جاء برنامج سفراء الوعي وهو مخصص لإعداد جيشٕ من أبناءِ الوطن ممن هم على قدرِ من العلم والثقافة لتوعيةِ أشقائهم ممن يقعون فريسةً سهلة أمام المعلومات والحقائق المغلوطة، والتي بطبعها تؤثرُ سلباً على حياتهم بشكل خاص، وعلى المجتمع كَكُل بشكلٕ عام، فيكون الناتج هو حالةٌ من الإحباط وزعزعة الثقة بين الشعب والدولة، فلا هم يفرحون بالإنجازات التي تحققت على أرض الوطن، ولا هم يَعونَ ما يدورُ من حولهم، ويبقى تساؤلهم الأوحد الذي يُحدثونَ به أنفسهم وينطقونه بألسنتهم: "فيما تفيدني هذه الإنجازات وتلك المشروعات؟!".
وعليه.. فقد قامت وزارة التضامن الإجتماعي بالتعاون مع مؤسسة القادة للعلوم الإدارية والتنمية والهيئة العامة للإستعلامات بإطلاق البرنامج، والذي يستهدف محافظات الجمهورية كافة بواقع ١٠٠٠جندي في كل محافظة، لتصل المحصلة النهائية في المرحلة الأولى لجيشٕ قوامه ٢٧٠٠٠سفيراً للوعي يقومون بمهمة التصدي لقوى الشر وأعوانهم في المناطق الأكثر إحتياجاً للإحتضان الفكري في قرى مشروع حياة كريمة والأماكن بديلة العشوائيات.
وقد إختُتِمت المرحلة التدريبية الأولى لجميع المحافظات في يوم الخميس الموافق ٢٣/١٢/٢٠٢١، وكانت آخر الكتائب التي تم تدريبها هي كتيبة محافظة القاهرة، وشمل التدريب العديد من المواضيع الهامة التي تم طرحها في سياقٍ محترفٍ وعلمي دقيق بِدءاً من المشروعات القومية والرؤية الإستراتيجية للدولة "مصر٢٠٣٠" مروراً بالوعي وإدارة الأزمات، مخططات تقسيم المنطقة العربية، الولاء والإنتماء ودوره في تشكيل الوعي، الإتصال الفعال والإعلام وتشكيل الوعي، ولم يَخلُ البرنامج من أدق التفاصيل المهارية لمواكبة التطورات التكنولوجية بمحاضرتين عن التحول الرقمي، ليس هذا فحسب بل كان للأدب والفنون أيضاً دوراً محورياً هاماً في البرنامج ليقودنا إلى المفاهيم الأساسية للتفكير النقدي ومراحل تشكيل الوعي، وهو ما يندرج تحت بند القوى الناعمة التي تُعد من أقوى المؤثرات على وعي وإدراك الفرد، ثم وصولاً إلى حروب الجيل الرابع ووسائل مقاومة الشائعات، ليصبح ما سبق هو عُدةٌ متكاملة لجنود سفراء الوعي.
همسة من قلب الوطن:
إلى كل أب وكل أم.. إلى كل أخ وكل أخت.. فلتتكاتفوا جميعاً للتصدي لقوى الشر التي لم تعد خفية للحفاظ على مقدرات الوطن، فهناك من قدموا أرواحهم فداءً لهُ لنحيا جميعاً سالمين، وثِقوا أن مِصرَ محفوظةٌ من فوقِ سبعِ سماوات، آمنةً لكل من دخلها هذا هو وعدُ الرحمن، إدخلوها بسلامٕ آمنين.. ولتتسلحوا بالوعي والمعرفة فهم الحصن المنيع الذي سيحمي أنفسكم وأهليكم.. أرضكم وعرضكم وجميع من حولكم، فإن تحقق ذلك، فمن المستحيل أن يكون الشيطان ثالثكم، وستظل مصر أبدَ الدهر باقية، وهاماتكم بإذن الله مرفوعةً عالية.
0 التعليقات :
إرسال تعليق