ملعقة دهب ✍ بقلم مي عبدالسلام*


 





من الوهله الاولى ينتاب البعض عند قراءة العنوان إلى التفكير في ما المقصد من هذا العنوان وماهو المعنى ..؟

تعالوا معا نبحر إلى المضمون فنحن أتينا إلى الدنيا دون إدراك أو تدخل منا في النشأة والوجود وكلا منا في اعتقاده أنه يولد وفي فمه ملعقة من الدهب أو احيانا الآباء يوهمون أبناءهم بذلك ،

ثم تبصر عيناهم الحياة بين اب وام يصنعون منهم شخصياتهم من خلال غرث العادات والتقاليد والقيم على اختلاف ترتيبهم ثم يساهم المجتمع في بناء جزء من تكوينهم فمنهم الصالح والطالح ،

ثم يواجهون  بأنفسهم كل المواقف في الحياة فيكتشفون حقائق منها ماهو يصدمهم بالآخرين ومنها مايكون درسا لهم في اكتساب الخبرات ،

فالحياة ليست ب غابة ولكن بالتأكيد يحكمها القانون الذي يسير على الجميع دون أدنى استثناء فإن الجميع سواء الغني والفقير وعلينا أن نمحي فكرة الطبقية وانتشال الملعقة الدهب من العقل والذي ينعكس على التصرفات الشخصية بدءاً من الطفولة حتى الكبر ،

فعندما يدلل الطفل وتجاب مطالبة بسهولة دون تعليمة الصح من الخطأ فهذا سيكون بمثابة صناعة جيل أشبه مايكون بالجبروت والتكبر وذو شخصية دونية لا تساهم في بناء المجتمع ومساعدة الآخر فيصبح شخص سلبي لا فائدة له بل من الممكن سيكون مضر للأخر ،

فقد قال تعالى في كتابه الكريم

( ولا تمشي في الارض مرحآ إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ) الاسراء 37

( ولا تصعر خدك للناس ولا تمشي في الارض مرحآ إن الله لا يحب كل مختال فخور ) لقمان 18

وايضا وعود في الكتاب المقدس وآيات عن الكبرياء 

الامثال 18:16 ( قبل الكسر الكبرياء ، وقبل السقوط تشامخ الروح )

أشيعاء 21:5  ( ويل للحكماء في أعين أنفسهم والفهما ، عند ذواتهم )

إذن جميع الأديان نصت على عدم التكبر والغرور فلا داعي أن نربي الأبناء على تلك الصفات البذيئة سواء عن قصد أو غير ذلك من خلال التصرفات والمعاملات فالطفل يتأثر بكل شيء ويستمد شخصيته مما يراه حوله أو من البيئة المحيطة به وكما قيل من قبل تربية الطفل كالنقش على الحجر ،

ايضا نرى عوامل تؤثر على تربية الطفل مثل السوشيال ميديا وهذا الجانب يؤثر للغاية الان في تربية الأبناء وهي منصة ذو حدين جانب سلبي وجانب إيجابي فأحيانا يتم تسخير الشباب والسيطرة على فكرهم في حملات سلبية وصناعة اهداف مختلفة تمثل صناعة منهجية جديدة تؤثر على المجتمع العربي والعالم فيجب أن نحذر من الانقياد وراء التكنولوجيا المستحدثة فمنها الإيجابي والسلبي وعلينا أن نحذر الأبناء من سلبية الاستخدام ،

ثم يأتي جانب مهم ومؤثر في شخصية الأبناء وهو العامل النفسي فقد قمت بالبحث في هذا الجانب من خلال التحدث مع الطبيب النفسي المختص دكتور مجدي ابراهيم فاستنتجت أن بالفعل من الممكن أن يكتسب الطفل كل التصرفات من الآباء سواء بالايجاب أو السلب واحيانا أخرى قد تكون سلوكيات الطفل هي طبيعته السيكولوجية وقد يكون أيضا سلوكياته مكتسبة من أصدقائه أو المجتمع وقد يتحكم أيضا جزء كبير منه في ذلك ،

وقد يكون الطفل مصاب بالانحراف السلوكي وهذا يمثل خلل يتم اكتشافه ومعالجته ايضا ،

وعلينا أن ننتبه من حروب الجيل الرابع وهي مخطط لإفشال الدولة من خلال تسليط الضوء على بعض المواقف الفردية وتضخيمها ،

فيجب أن تراعي هذا وعدم ترك الأبناء للأفكار السلبية ،

فمواقع التواصل الاجتماعي ليست كلها إيجابية ويوجد بعض الأشخاص من لديهم شهوة الشير لاي شيء حتى يشبع الفرد رغبته النفسية حيث اعتقاده من ذلك هو شعور بأن له أهمية في المجتمع مما يرضى جزء من غروره في مشاركة الاخبار المزيفة والحقيقية 

فيجب على جميع أولياء الأمور بأخذ الحذر عند تربية الأبناء بانتڜال تلك الملعقة الدهب من فكرهم ونمو روح التواضع واحترام الغير وايضا غرث جزء من المسؤولية اتجاه أنفسهم والمجتمع .

شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus