بقلم د. غادة فتحي الدجوي
قلبي طيارة ورق.... في أغنية بنفس الإسم، و الطيارة الورق من الألعاب التي كانت شائعة جدا في الماضي و لكن الرائع انه منذ بداية بداية فترة الحظر و وقت المغرب اجد الشباب و الاطفال بنات و أولاد يمارسون هذه اللعبة الممتعة و أنظر لاري العديد من احجام و الوان الطيارات الورقية في السماء، و تذكرني بأوقات جميلة في شوارع شبرا أثناء الأعياد، و لكن أيضا جعلتني استشعر هذه الأيام كيف اصبحت حياتنا أو قلوبنا مثل هذه الطائرات الورقيه، كيف تكون الحياه مستقرة أو شبه مستقرة و تأتي بعض نسائم الهواء التي تجعلنا سعداء و لكن ربما يواليها عاصفة تجعل هذه الطائرة تهتز او ينقطع خيطها فتهوى...
أتدرون ما هي العواصف؟! لم أكن أدرك إلا بعضها لكني أدركت العديد منها هذه الأيام، نعم الأزمات عواصف منها يمكن أن تمر بخسائر بسيطة و منها خسائره صعب تعويضها... لكن لا يمكن أن تمر مرور الكرام بدون خسائر... و إلا لن نسميها عاصفة.
و من العواصف كراهية أشخاص لاخرين و هذه -الكراهية... يمكن أن تكون بسبب انك فعلت ما يجعل الآخر يكرهك، أو أنك تمشي في طريقك وستحاول النجاح في الحياه و العمل و هذا يثير كراهية الاخر فتولد الحقد و ربما تجعل هذا الآخر يتبعك بأفعال لتوقع بك فتكون العاصفة التي تقطع خيط الطائرة فتقع..
-السعادة ... عندما تشعر بها و تعلن عنها فتثير احيانا نفس الحقد او الغيرة و يحاول الآخر افساد هذه السعادة بشكل أو آخر...
-الاختيار الخاطيء ... اذا اختارنا خطأ سواء في الحياة او العمل تصبح المنغصات الناجمه عن هذا الاختيار عاصفة يمكن أن نوقفهازاذا أردنا و نتحمل بعض الخسائر ، لكن الكبرياء الكاذب يجعلنا نتمادى في الهند و نكمل في طريق الاختيار الخطأ... فتصبح العاصفة اعصار .
-الحب ... عندما نفرط في الحب لدرجة العمى و ننساق وراء القلب دون إعمال العقل.. نصبح و كأن " النداهه ندهتنا " فنجد أنفسنا نغرق و نغرق داخل عواصف صغيرة من البكاء لتصبح عاصفة نغرق فيها بإرادتنا دون إرادتنا .
-سجن النفس... نعم نحن نعصف بأنفسنا داخل سجن جسدنا و قلبنا و عقلنا ، عندما تواجهنا مشاكل ربما نعرف حلها و نخاف من التغيير ، او لا ندرك اين بوابة النجاه و لا نجد من يساعدنا فنفضل السجن الذي صنعناه دون وعي، حتى نعتاده و نألفه لدرجة اذا أهدتنا الحياة بوابة الخروج.. لا نقوي حتي علي تجربة النجاه ...
ربما هذه بعض نماذج العواصف، و ربما كل واحد فينا لديه نوع اخر من العواصف التي مر بها او ما زال بداخلها... و عن نفسي قد مررت بكل هذه العواصف و يمكن ان اكون ما زلت ببعضها.. لكن احاول ان استمر علي كبسولة النجاه من العواصف لأصبح كما أنا طيارة ورق..
و سأشارركم كبسولتي و اتمني منكم من لديه كبسولة شاركونا بها في تعليقاتكم كي نستفيد جميعا:
١- اليقين بالله ، بأن مع العسر يسر، لا تفقدوا اليقين و لا تمشوا وراء كلمات من يقولون انه حساب خطأ فعلته في دنياك، لا اجعل يقينك بأن الله يختبرنا و انه سبحانه و تعالي يبتلي عباده الصابرين.
٢- استفتي قلبك، ابتعد ان الاشخاص الذي يحبطوك و الذين دائمين الحديث عن المشاكل سواء مشاكلهم او غيرهم بشكل دائم فيسرقون بهجتك و طاقتك علي الصبر .
٣- اجعل فرحتك و حزنك خبيئتك.. نعم ليست كل العيون كما تراها ، و اذا سألك اي شخص علي حالك أو أخبار فلتكن الإجابة " الحمد لله، فضل و نعمة" لان تفاصيلك ربما تجلب ما لا تحبه.
٤- اكثر من عباداتك ، فجبر الخاطر منه سبحانه و تعالي ليس له مثيل.
٥- اعمل و اعمل... العمل عباده ، و العمل يجعلك تنشغل بمستقبلك بإيجابية و يقوي المقاومة لدينا فنستعيد حياتنا و نشاطنا.
٦- اجعل لنفسك كل يوم وقت بين الهواء و السماء و الارض و انفرد بقلبك و عقلك و اجعلهم صافيين بذكر الله " نوع من اليوجا الروحانية"
٧- ابحث عن شركاء حياتك و حافظ عليهم و حاول ان تعزز علاقتك بهم بشكل صحيح، اذا لم تفلح فاعلم ان عليك ان تأخذ قرار صحيح في كل علاقاتك.. فالبناء لا يمكن ان يكون بيد واحدة، اذا لم تكن المشاركة فلتكن الوحدة الاختيارية و ليست الاجبارية .
احاول بالمحافظة علي كبسولتي ضد العواصف ، حتي احافظ علي كوني طيارة ورق بألوان زاهية تفرح و تلهو في السماء بألوانها و خفتها....
قلبي طيارة ورق❤️
و إلى اللقاء و بنوتة جديدة من بنات أفكاري
-
تعليقات بلوجر
-
تعليقات فيسبوك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة
(
Atom
)
disqus
disqus
0 التعليقات :
إرسال تعليق