شريف محمد يكتب /أسد علي



(...أسد ٌ عليّ ...)

لم تفارق هذه العبارة من أبيات..للشاعر الأموي" عمران بن حطان"، والتي نظمها في هجاء أحد أقوى القواد العسكريين في العصر الأموي ، بل في التاريخ العربي، وهو" الحجاج بن يوسف الثقفي" ...لم تغادر ذهني منذ أن خففت الحكومة قرار الحظر ، فإذا بالأُسُود من الرجال ، بعد أن اعتمروا الأقنعة أسفل الأذقان ، بدلا من الخوذ أعلى الرؤس، إذا بهم في مقدمة صفوف المقاهي، والكافيهات، وقد تساوت الصفوف وسُدت الفُرَج، وكأنهم في عبادة، ليفسدوا على كل صاحب فهم ووعي السعادة بمشهد الاتشاح بسجادات الصلاة لإدراك الفروض في المساجد، حتى أن البعض استلّ بساطه الصغير للصلاة  للمقهى، ليُغازل به مُقدّم الطلبات(القهوجي)، بأنه رجل شريف ، محترم، ما جاء سعيا وراء الشيشة، بل هو مفتقد لقهوته التي لا مثيل لها،...تاركاً ذلك الأسد على المقهى مسئولية تنفيذ الحظر على الزوجة، بعبارة باهتة ( الولاد مسئوليتك يا هانم)، جملة لامحل لها من الحياء، ولا قيمة لها في الحياة في ظل وباء قاتل ، وطفل أو شاب أو شابة خذلهم قدوتهم، الأب.
عزيزي الرجل مفترش مقعد المقهى، لاتكن نعامة أمام الابتلاء، فهذه المرة أنت لستَ أمام مجموع فشل الابن في تحقيقه، فتلقي بالتبعة على الأم ، وليس سلوكاً سيئاً اكتسبته ابنتك فتطلق سهم اللوم ( تربيتك يا هانم)... هذه المرة الموت متربص، والعلاج غير مُجدٍ، ولا أمل لنا إلا في رحمة الله، ولتعلم أنك بإسراعك للمقهى قد تعود مُشبَع الملابس ، أو الأيدي بالموت، تحمله لأولادك ولكسيرة الغصن زوجتك، وبدلا من الجلوس إلى شيطان السوء، ونافخ الكير في المقهى أو الكافيه، مفتخرا بزوجتك( المدام عندي نضيفة جدا ومخلية بالها من الأولاد كويس)، عبارة لن تُجدي نفعا..
ولنعلم جميعاً أن ما قامت به الدولة بتخفيف الحظر، هو لسد حاجات المعوزين من العاملين بالمقاهي والسياحة، ولجعل المقهى مكان انتظار لمسافر، أو قضاء منفعة لمحتاج، ولتسترد دور العبادة مكانتها في تشيّع جثامين الموتى، ولطلب الصفح من العلي القدير... وقبل أن تلعنوا الحكومات ألعنوا أنفسكم الأمّارة بالسوء ، ولتكونوا رعاة أقوياء ،  لتكن( عنترة العبسي)، الذي خاض غمار الموت ليحافظ على كرامة محبوبته وقبيلته، كونوا أُسُود الوغى والوبا..،  لا نعام المقاهي، وليعلم الجميع أننا الرجال مسئولون ، ومحاسبون ، أمام الأوطان ، وأمام الجميع ،وأن كلنا راعٍ وكلنا مسئولٌ عن رعيته...
وهذا لا يعني أننا بعيدون عن المرض، لكنه الأخذ بالأسباب، فقد تذهب لعملك وتعود بالمرض، لكن لن تلومك نفسك، كما قد يقتلك لومها إذا كان السبب جَلسة لاداعٍ لها ، فقد ترفه عن النفس ساعة، فيعقبها ندم وحساب حتى قيام الساعة ...
شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus