خلف جدران بيتي الصغير جلست أفكر في شرفة النافذة وما آلت إليه أحوال البشر , وأتأمل الحقول والأرض يحييها المطر , لتجلب معها بواعث الأمل في حياة جديدة , وهنا أطلقت عنان خيالي الجامح , كيف للأرض أن تقتل زرعا ولد بين أحضانها , لتسلب منه حياته دون شفقة أو رحمه ؟؟!! فتراءي أمام عيني حقيقة بعض البشر وتساءلت كيف يهون الود فيمحو معه ذكريات العمر , وحلاوة السنين فيُهدم المعبد فوق رؤوسنا ورؤوس من نحب ؟؟ !! وهنا سمعت موسيقار الأجيال يجيب قائلا : ( قالولى هان الود عليه ونسيك وفات قلبك وحدانى , رديت وقلت بتشمتوا ليه , هو افتكرني عشان ينساني ) نعم هان الود لأن حبه لم يكن صادقا . بل كان سرابا يحسبه الظمآن ماءاً . فلا بقي الماء , ولا استمر السراب يترائي لي من بعيد .
حينها قررت أن أنحني لذل العاصفة كي لا تقتلعني من بيتي ووملكتي ... فما أصعب أن أغمض عيني على حلم جميل صافي نقي , وأستيقظ على واقع مدمر مزلزل.. فمؤلم أن تحاول الوقوف مرة أخرى بعد أن كُسِرت ، وشيئاً قوياً يسمى اليأس يسحبك للأسفل بكل عنف ولكنك تتمسك بالحياة قدر المستطاع !
إن الحياة دائما خَليط مِنْ ذِكرياتْ جَميلةْ مشرقة نحفرها في طيات القلب حتى لا ننساها , وَذكريات مُؤلمة تترك في النفس أثرا لجرح عميق يؤرقنا ليل نهار , وكلا الموقفين ينتج صمتاً رهيبا !! حينها تكون الكلمات لكمات تؤلمني فتقَطَعَ وِصال عَقلي بِقلبي وَأَصبح لاَ أَشعر بأي شَّيء مِن حولي . خاصة حين نخلص ويكون الرد خيانة , ونعطي ويكون الرد إهانه , من أعطاك الحق أن تكون القاضي والجلاد , وسوطك يمزق القلب قبل الجسد . ففي رحلة النسيان قد تلتئم الجراح وتنطوى .. إلا نزيف القلب وآهات الليل ودموع الحسرة علي عمر مضي ولن يعود ... مع أن أكثر ما يؤلم العاشقين بعد الفراق هو مراقبة حياة بعضهما من خلف أَسوار البُّعدْ , ووحشة الهجر , وضعف الأمل في اللقاء القريب . فيا من رافقتني في الطريق , وتخليت عني وقت الضيق , وكنت حياتي وكنت الصديق , أرجوك انتبه لكلماتك فبعض كلماتك لكمات تؤلمني , وطعن غدرك لن تمحوه السنين .
0 التعليقات :
إرسال تعليق