د/أحمـــد مقلـــــد
في بداية نظرتك العابرة لهذه الصورة قد تجد نفسك تقول بأنها ليست سوي خطوط ومساحات لونية لا معني لها ولا فائدة من مشاهدتها لكونها لا تمثل لك معني ولا تمثل لك قيمة ولا تربطك بها صلة لذا أرجوك يا من تري هذه الصورة ولحين معرفتك المعني الحقيقي لها أن تشاركني التجربة، وتجلس في غرفة مليئة بالضوء وتغمض عينيك لمدة خمس دقائق وبعد مرور هذا الوقت اليسير حاول أن تفتح عينيك تدريجياً وحاول ان تنظر لمحيط مكان جلوسك فماذا وجدت؟
والان وبعد هذه التجربة هل تعلم ان هذه هي بيضة الميلاد التي بدأت بداخلها الحياة رغم قساوة ما يحيط بها من ظروف محيطة، ومع مرور الآيام والليالي لهذا الميلاد الجديد وبعد اكتمال الاستعدادات الفطرية لبداية الخروج للحياة كطائر مكتمل النمو يبدأ في كسر هذا الجدار ليخرج منه بقوته وعنفوانه لمحيط الحياة الأكثر إتساعاً، ويكون هذا الطائر مغمض العينين وحين يبدأ في النظر لمحيط حياته الجديدة.
يجد الكون الفسيح حوله والمتمثل في محيط نشأته ومقر تربيته وحين يشتد عوده يبدأ في ترك موطنه ويذهب في رحلته للبحث عن مواطن محيطة بغرض التجربة وربما للبحث عن وليف أو ربما بحثاً عن الطعام، ولكن يظل مكان الميلاد هو الهوى والعشق لذا لم ولن يبحث عن بديل له ولكن قد يتركه لبعض الوقت لحين بلوغ نزوته وتجربته ولا يجد من يستوعبه بعد هذه التجارب سوي حضن الحياة ودفء العائلة وعلى ارض وطنه وكأنه في كل خطوة يخطوها يبحث عن مستقبل أكثر طموحاً.
وحين ينمو الطائر ليشتد عوده قد يستمر في الحياة وقد تنتهي حياته لأسباب عديدة منها (مرض الطائر، تغذي حيوان آخر عليه، قد يسقط من مكان مرتفع، قد يكون طعاماً لأهل المنزل) ومع كل موقف تختلف نهاية الحياة وهذا يتوقف علي محاور كثيرة، ولكن ما يعنيني هو مشهد الموت والنهاية لهذا الطائر فهي ليست نهاية عبثية ولكنها اعلان لمن يتفكر ان حياته بدأت بظلام ونور وتنتهي بنور وظلام وانت بين هذا الوميض تسير لتعيش حياتك فهل فكرت يوماً ما موضعك من الحياة وما هو استعدادك حين يأتي وقت الوفاة.
ومن خلال هذه النظرة حاولت أن أعرض فكرة جدلية قد يكون الكون لم يحسمها حتى الان هل البيضة أصل الحياة ام الطائر الذي بداخلها نعم هي فكرة فلسفية جدلية تحمل بداخلها الكون ومحيط الحياة وجدلية البداية والنهاية فنحن قد ولدنا في هذا الكون بحكمة إلهية لنعمر الكون الفسيح ومع بداية الولاد وخروج صوت بكاء الطفل معلناً عن بداية حياة جديدة تمنح هذا الكون الاستمرارية والدينامية لضمان البقاء.
ومع مراحل النمو المختلفة تتكون الشخصية وفي كل مرحلة تتكون النزعة لبلوغ الحرية والخروج من طوق الرقابة الابوية ونيل الحرية ومع اكتمال النمو يبدا الفرد في البحث عن شريك حياته والبحث عن مكان لكسب الرزق منه فيحاول تجربة السفر والترحال في بلاد الله لجمع المال ولكن مع كل دقيقة تمر في بلاد الغربة يظل الامل في العودة لحضن الوطن ودفء العائلة وحين تكتمل رحلة الحياة ويبلغ الفرد أجله بأي صورة من الصور سواء (المرض، الشيخوخة، حادث.. إلخ) فالأسباب تختلف ولكن حقيقة الموت ليست مجال جدال لذا فحياتنا تبدأ بظلام في باطن الام ومع الخروج للحياة نري نور الكون الفسيح وحين تنتهي الحياة تكون آخر نظرة لنا تحمل النور حتى تصل لمرحلة الإظلام وإعلان الوصول للنهاية ومع كل نهاية بداية بمولود جديد.
وتظل جدلية الحياة قائمة لذا حاول ان تتعلم معني الحياة وحقيقة الموت وضرورة العيش رغم صعوبة الظروف فقد خلقنا لنصنع بصمة تحمل ذكري وأثر إما بالخير أو بغير ذلك لذا فموضع نورك وظلامك ينبع من مقدار ما تقدمه من دعم ومساندة وأثر إيجابي يحمل اسمك وحتي الآن لم أجد إجابة للجدلية الأولي ولكني وجدت إجابة واحدة لا تقبل النقاش أن الوطن لا يقبل المساومة وحب الوطن يضمن البقاء فمن لا يملك وطن لن يكون له مكان يضمه وقت شدته ويحميه من كل تهديد ويأويه بأمنه وامانه ودفئه عند حاجته لكونه ابنا بار محب لوطنه ومحافظاً علي سلامته ووحدته ولا يقبل تدخل الخونة في تحديد مصيره لذا يحيا الوطن وتحيا الحياة فيه حرة ومستقلة بلا أي تدخل خارجي او مؤامرات من كارهي الوطن فنحن حماة للوطن وجنود للدفاع بأروحنا فدائاً له من أي خطر او أي تهديد.
وفي نهاية مقالي هذا أرجوا أن يكون مقالي هذا قد نال شرف إعجابكم ولكن لا تحرموني من تسجيل رقم الصورة التي قد أعجبتكم في شكلها والمؤثرات الشكلية واللونية بها.
0 التعليقات :
إرسال تعليق