ملحمة الشمس والبحر و النوارس





بقلم / حسناء حفظوني

قال وعيناه مرشوقتان  بغيم السماء :
أنا و النوارس  نبحث عن وطن ممكن
 فأين  ألقاك وأنت كالريح لا تعرف مستقرا
وهل من فرصة لجسد الغريب المشرد
في مأوى بعينيك هذا  المساء؟،
إني  اذا ما حصار العناق امتزج بدمى 
أتطاير مع ريحك العاتية تيها
أسيل  أسيل على ضفة الحزن حد البكاء

فقلت :أنصت لأغاريد الطير بتلك السماء
ستسمع روحي ترتل حبك مع الريح
حلم الغريبة لعش الانتماء
وقل للنوارس تكمل رحلتها في المدى
ناصعة كقوافل الياسمين بقلبي
تطير تطير إلى المنتهى
وتأتي الي اذا أرهقتها خطوط الغروب
اذا ثقلت موازينها بجراح المسافة الخرساء
 فوق بحار الهوى الصامتة تحط
وتأخذ نصيبها الالهي  من الارتواء

قل  للنوارس البيض ضاقت الأعشاش بها وبنا
ضاقت بنا الأرض ثابتة في الدوار
فلنلتق بين مد وجزر
بين حمرة الأرجوان كذرات هواء
لا اسم لي لا عنوان لك
لا حول لنا ولا قوة خارج طقوس الهوى
خارج سفر الشمس تتخلى عنوة عن كبد السماء
ثقلت مهجتها بعد احتراق الشوق في خاصرة المساء
تنزل عن عرشها بخشوع
 تهب نفسها  للغرق
 تغتسل من جمرها المتقد
 بين تقاطعات الماء و الضياء

وقل العاشقين  كالطيور المهاجرة نحن
 أنهكتنا أسراب الغيوم تأتي وترحل بلا مطر
 و تذهب عنا جفاء جفاء
فهل حدثتك مراكب الشوق
عن أشرعتي أمدها معها وأطويها
رحلة تيه الى عينيك لا تعرف الانثناء
 ونحن كالشمس والبحر معا
نحن خلطة السحر المقدس
وهبنا سواحل العشق معنى
حين امتزجنا في البحر طينا وماء...

شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus