عادى ومكرر ومتزايد: بقلم / غادة_العليمى






ثمة حكايات  مكررة تزدحم بها مجتماعاتنا اخترت احداها لاكتب عنها ، حكاية غالبا ما تبدأ احداثها  فى صالون بيت العيلة وتنتهى  فى فناء محمكة الاسرة
حيث لم يعد يفزعنا خبر طلاق فى نطاق العيلة أوالجيرة أوالاصدقاء.. بعد ان صار الامر عادى ومكرر ومتزايد
ومع تزايد حالات الطلاق صار لزاما علينا ان نعيد اكتشاف ثغرات العلاقات لاعادة صياغتها  ولنبدأ الحكايات مع مفاهيم البدايات بعمق وشجاعة وصدق ان كنا حقا نريد ان نعرف السبب
ولاننا لا ننفصل عن موروثنا الشعبى مهما مر الزمن ولان ضغوطات الحياة الاقتصادية تزايدت بغباء نجد الاهل مازالوا يرددون لفتاياتهم عبارة ان الرجل لا يعيبه غير جيبه ، ولا اكذب نصائح الناصحون فقد  صدق حقا من قال ان الرجل لا يعيبه الا جيبه
 لكنه اخطا حين لم يحدد اى جيب يقصد
الرجل يعيبه جيوب كثيرة لم توضحها المقولة
 الرجل يعيبه جيب قلبه..
الرجل يعيبه جيب تقواه واخلاقه ودينه
الرجل يعيبه جيب ضميره
الرجل يعيبه جيب اخلاصه ووفاءه
الرجل يعيبه جيب احترامه لشريكه عمره
الرجل يعيبه جيب ثقافته ووعيه وادراكه لدوره كراعى وكزوج وكاب وكعضو فعال فى اسرة وفى مجتمع
بعض الحقائق المنقوصة كارثية
فمن اشار بالنصيحة لم يفسر ولم يكمل وترك لاعمار الصغيرات التفسير والتأويل فسقطت الكثيرات فى فخ قصر النظر وقلة الفهم وبدات القصة بالشراء الاستهلاكى فى الاسواق والمتاجر وانتهت بالبيع  الاخلاقى فى محكمة الاسرة
اما الرجل فغالبا ما يختار بناء على ترشيحات امه ونساء عيلته
فتبدأ المراة تفتش له عن الجميلة الشاطرة  المطيعة  التى سيساهم والدها  الميسور فى  اعفاء الابن من الاعباء المادية لاقامة بيت الزوجية وغالبا ما يراجع الرجل امه فقط فى الاختيار  اذا لم تكن العروس جميلة ، اما دون ذلك فلا شئ يهمه وحده الجمال والقوام ما يجعله مسحور مجذوب لاكمال المشروع متكأ فى باقى الصفات على اختيار امه 
وبالفعل تكون الام على صواب طبعا فالعروس مطيعة فيما يطلبه الزوج  لكنها غبية لا تستطيع ان تكتشف ما يحتاجه
شاطرة فى تنظيم البيت وترتيب خزاناته فاشلة بجدارة فى ترتيب حياة الزوج وصناعة عظيم فى مجاله وعمله وحياته
 جميلة الصورة والقوام قبيحة المشاعر والاحساس لاتجمل حياة ولا تحلى بيت
و لانها تفتش عن جيب مكتظ كما يفتش هو عن وجه جميل وجسد متناسق يعطى كل منهما ما يطلبه الاخر وليس ما يحتاجة.. معادلة صحيحة لاختيارات خطأ
وغالبا ما تبدأ اول لقاءات العروسين فى جو صفقات البورصة حيث يجتمع كل من يجيد التفاوض من اهلهما لينجح احداهم فى توريط اخر فى شراء غسالة او ميكرويف  او اعفاءه من شراء سجادة او نجفة.. ليخرج الاطراف من اول لقاء مزهوون بما انجزوه وورطوا فيه الطرف الاخر..  وهذا ما يسموه الزواج فى بلادنا الا من رحم ربى ومن وقع فى الحب ومن اختار على اساس العقل والقلب دون نصائح كارثية ، ومن استوعب المساحات الفارغة فى قلب ووجدان الاخر وعمل على ملئها طواعية وحبا وتفهما
عيب الرجل اذا كان فى جيب بنطاله تستطيع المراة بحياكتها المعروفه وتدبيرها العظيم ان ترتق فتق جيبه بل وتجمل له البنطال بأكمله 
اما  الفتق اذا كان فى جيب المشاعر والاحساس والتقدير فى جيب الامان والسكن والرحمة والحنان
فلا امل من اصلاح دولاب الحياة بالكامل والمراة الجميلة هى جميلة العشرة والمعاشرة مبهرة التعاون وصناعة الحياة والشاطرة ليست من تجيد رص غسيلها الابيض على المناشر للعامة ولكن من تجيد غسل الهموم بالحنان وتنسيق الاولويات بالعقل
هذا العقل الغائب فى هوس العلاقات الذى يجعلها تختار جيب مكتظ يسرف فى المال ويبخل فى المشاعر فتتمرد على بخله وتنطلق تبحث عن فرصة اخرى امام محكمة الاسرة وهى تبكى ظلمه بينما هى من ظلمت نفسها من المبتدا
ويجعل الرجل يختار الجميلة الشاطرة التى يمل جمالها بعد فتور المعاشرة ولا تنفعه شطارتها لانه ليس رف من رفوف البيت النظيف
فيشعر بالتعاسة ويعبث خارج البيت مرتدى عباءة الرجل المحروم وهو الذى حرم نفسه من المبتدأ اختيار  صحيح.. لمفاهيم واضحة واحتياجات عادلة
#غادة_العليمى

شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus