قصه (ثرثره علي الجدران بقلم جهاد رمضان



سلسله (٦)
قصه (ثرثره علي الجدران )
بقلم :جهاد رمضان
عندما تجبرك الحياه علي ان تكون الاقوي لاتبالي بما يحدث حولك ومعك وتسير في الاتجاه الذي رسمته لتنجو بمن انت مسئول عنهم
ولكن حينما يصيبك مرض او عله ما
تسكت لحظه لتستوعب الأمر واول من تفكر بيهم من تحت رعايتك
وتدير خلالها الكثير من السيناريوهات التي ستحدث
ولكن الحقيقه طالما يفاجئنا السيناريو الإلهي بما لا نتوقعه
ويأتي دائما بالصالح العميق الذي لا تشتشعره وليد الحظه او بعد فتره او قد لاتدرك الحكمه حتي تموت
وما ظنته  بجهلك خير لك
قامت سالمه بثقل شديد تزحف قدميها لتلبس ثيابها
وبخطوات دقيقه خرجت من البيت
وذهبت للمدينه وقد خلعت ذهبها لتبيعه عند محلات الذهب
وبعتهم بثمن ضئيل
واشترت هاتفان وشريحه وجعلت صاحب محل التلفونات يوضح لها كيف تستخدمه
وتبسمت عندما تذكرت ان في قريتها من يشتري محمولا يصبح من الاعيان 
ورجعت الي البيت
وكان حسن وفرح نائمان
وبصوت مجهد علي باب الغرفه  نادت علي حسن
واستيقظ ينظر لها
فوجدها متعبه لا تقدر علي الوقوف
فاسرع نحوها
وفي قلق عارم سألها مابيكي
وجلست علي المقعد وطلبت من حسن الجلوس بالمقعد المجاور
وقالت اشعر بالتعب قليلا وسأذهب للمستشفي بالمدينه لعمل الفحوصات وتلك الفلوس والهاتف اجعلهم معك لتصرف منهم ولكي استطيع الاطمئنان عليكم
كاد ينفجر قلب حسن خوفا عاليها
وسكت كالطفل الذي شعر بوقت فطامه وان امه ستذهب عنه
ظل شاردا
وقاطعت شروده صوت سالمه بانها جلبت تلفونان ليتحدثا معا من خلاله وكل شئ سيكون بخير
ثم ذهبت
وحسن جالسا علي مقعده

وفي المستشفي طلب الدكتور الكثير من التحاليل التي كانت جيده ولا يوجد شئ سيئ
ولكن مصابه بالتهاب بالشعب الهوائيه مما يجعلها تبقي في حجره المستشفي حتي تسترد صحتها ولا يزيد الأمر سوء
وكان ذالك خبرا سعيدا جدا لها
و كان بالسرير المجاور لها سيده عجوز اخر يوم لها بالمستشفي الليله
تتابع سالمه من الحظه الاولي من دخولها الغرفه 
وحين استغرقت سالمه في النوم قامت بسرق تلفونها
واسرعت بالخروج من المستشفي بعد ما انتهت اوراق وحسابات الخروج
وسالمه غارقه في النوم من اثر التعب والادويه المضاده

صوت فرح يخترق الهدوء بالمنزل وهي تتساءل :فين ماما
وحسن مازال جالسا علي الكرسي لم يحرك ساكنا
وبعجب تتساءل فرح مره ثانيه اباها:فين امي
وبصوت شارد :في مشوار ورجعه
قام حسن من مضجعه ليتصل بسالمه ليطمئن عليها
ورن جرس الهاتف في يد العجوز التي تحاول تعديه الشارع  في ارتباك شديد لا تدري ماذا تفعل بهذا الصوت الصادر من الهاتف
تصطدم بسياره فتسقط فارقه للحياه
والناس يسرعون نحوها محاوله منهم في ايقاظها
وصوت الهاتف يخترق ضوضاء الحدث ليفتحه احد الماره
:الو
:ايوه انت مين ،مش دا تلفون سالمه انا حوزها !
:ايوه يافندم السيده التي تحمل الهاتف قد فارقت الحياه
كان الخبر صادم علي حسن توقفت عنده حركه الكون ولايعلق في عينيه الي صوره سالمه
فنظر لفرح وهي تقراء في مجله ميكي
وبخطوات مسرعه خرج
خرج ولا يعلم الي اين يذهب
حتي حملته قدميه الي امه
الذي جلس يبكي علي قدميها وهي تتساءل ماذا اصابك ياحبيبي
وحكي لها ماحدث فخفق قلبها واخذته في حضنها وهي تبكي
لم تدرك حبها لسالمه كل ذالك الحب
فهي منافستها في حب حسن ولكن اكتشفت في تلك الحظه انها جزء منها التي ابقيت حسن حي
الندم بما فعلته بها كان يؤلمها ولم تردد حينها في اخذ قرار لم تعتقد ابدا انها ستندم عليه
وقامت لتخرج اوراق كثيره :خذ ياحسن دا حقك انا ظلمتكم لم يحبك احد مثل سالمه حتي احبتك اكثر مني كنت خائفه منها ولكن هي لم تخذلني يوما وحافظت عليك رحمك الله يابنتي
وجلس يدمع حسن علي قدم امه وبيده اوراق حقه التي شعر بعدم قيمتها في ذالك الوقت
-------تتبع

شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus