«رامي علم الدين» يكتب.. في ظل الجائحة هل النفط الأمريكي يمكنه البقاء على قيد الحياة .





كتب إياد رامي

يسعى الرئيس ترامب إلى السيطرة علي توجهات النفط العالمي ( أوبك) والذي يتكون من 12 دولة من الدول المنتجة للنفط حول العالم، خاصة النفط السعودي والفنزويلي تماشياً مع إستراتيجية إقتصادية للهيمنة، وضعها مع جورج بومبيو منذ كان يترأس المخابرات المركزية ثم بعدها وزيراً للخارجية، وهو ما إستلزم على ما يبدو أن يخطط لتشكيل تحالفات جديدة ستقلب الأوضاع، في محاولة لإنقاذ صناعة النفط الصخري الأمريكي والذي تعد أمريكا المصدر الأول له في العالم، والثاني عالميا منذ عام 2018 ، متفوقة على روسيا، ركزت الإدارة الأمريكية كبداية علي إستغلال المناطق المحمية وتواصل مغامرة إستخراج  النفط الصخري رغم كلفته الباهظة واحتياطيتها المحدودة ، وعمل على إدارة التطورات السياسية داخل المملكة السعودية، وحربها باليمن، وصولاً إلى صدام فاجأ الجميع  بحيث أدى في النهاية إلى أن السعودية تشن حرباً نفطية أصبحت معلنة وواضحة في السوق العالمية ، ليس ضد روسيا كما بدا ، ولكن ضد صناعة  النفط الصخري الأمريكية  مما تسبب في إنهيار متعمد في الأسعار من 70 دولاراً للبرميل إلى أقل من 30 دولاراً، وتشاء المصادفة أن تتزامن هذه المواجهة بشكل غير متوقع مع ظهور وباء كورونا المستجد وما تابعه من تراجع هائل في إستهلاك الطاقة على المستوى العالمي، وتوقف حركة الطائرات والمطارات، السعودية تنتوي القضاء على صناعة النفط الصخري الأمريكية، التي لا يمكنها البقاء على قيد الحياة بأسعار نفط عالمية أقل من 35 دولاراً للبرميل.

زادت السعودية من إمدادات النفط الي السوق إنهارت الأسعار لزيادة المعروض وإنخفاض الطلب وبسبب أسعار النفط المتدنية، أعلنت شركة Whiting Petroleum Corp الأمريكية المنتجة للنفط الصخري إفلاسها وفقا  لقانون إفلاس الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية، لذا تتجه الآن نحو تطبيق إستراتيجية السيطرة الإقتصادية، من خلال الموافقة علي تخفيض طوعي في إنتاج النفط ، ومن ناحية أخرى لوحت مهددة بالاستيلاء على شركة " أرامكو" العملاقة، التي تعد مصدر الدخل الرئيسي للاقتصاد السعودي حاليا، وللتفاوض على ذلك أرسل مستشار الأمن القومي الأمريكي مساعدته فيكتوريا كوتس إلى الرياض، بعد فشل الاتفاق مع الدول المصدرة للنفط وتأجيله ( أوبك + ) حيث تتحكم أوبك في 79% من النفط العالمي .

يدرس الرئيس ترامب الآن خيارين :
 - فرض رسوماً جمركية عالية على واردات النفط الرخيص لإنقاذ صناعة  النفط الصخر عالية التكلفة .

- من المحتمل  السماح لأوبك بتشكيل كارتل على حساب الأوروبيين فقط.
ونتيجة لذلك قد يمرر الكونغرس مشروع قانون يدين الدول الأعضاء في أوبك لممارساتها غير التنافسية.

قطر وأزمة خانقة :

تعتمد قطر في دخلها على مصادر تهاوت أسعارها عالمياً نتيجة تفشي فيروس كورونا الذي أدي إلي تباطؤ الإقتصاد العالمي ونزيف الأسواق و تقييد حركة السفر والتجارة بين الدول، أهم تلك المصادر هو الغاز المسال الذي تعتبره قطر أهم مواردها.

ونتيجة لإنخفاض أسعار الغاز عالميا فمن المحتمل أن تواجه قطر خسارة جديدة  خاصة لسعيها خلال الفترة الأخيرة لرفع إنتاجها من الغازالمسال بنسبة 64%، مما كلفها ملايين الدولارات حيث كانت الخطة القطرية تهدف إلى الوصول لإنتاج 126 ملايين طن سنويًا عام 2027 بدلاً من 77 مليون طن.

وفي نفس الوقت وبالتوازي واصلت بورصة قطر نزيف الخسائر حتى فقدت منذ بداية العام  20.55% من قيمتها  لتدهور الحالة الإقتصادية التي تعيشها بسبب تفشي وباء فيروس كورونا،كما ضربت الخسائر جميع قطاعات الشركات المتداولة في بورصة قطر، حيث تراجع مؤشر قطاع التأمين علاوة علي خسارة قطاع الصناعات، وفي نفس الوقت  تواجه البنوك العاملة  تهديداً بعدم قدرتها على تحصيل أقساط القروض المستحقة على المدينين.

 حجم عمليات الخطوط الجوية القطرية تراجع أكثر من 75% بعد  توقيف 75% من أسطول الخطوط القطرية مما أدى إلى تراجع عدد المسافرين، علاوة على ذلك، فإن قطر أبرمت اتفاقا مطلع 2020، لتصدير الغاز لدولة غانا الأفريقية
ما يكلفها خسائر فادحة لانهيار أسعار الطاقة عالمياً
ومن المتوقع أن تزيد هذه الخسائر في الأسابيع القادمة خاصة فيما يتعلق بعقود تصدير الغاز للصين، التي خفضت حالياً من تعاملاتها كنتيجة لإنتشار كورونا المستجد.

لو إستمرت الأوضاع بمثل هذا السوء سيصيب الفيروس الاقتصاد العالمي بالشلل التام، ويتوقف الإنتاج وإضعاف الطلب العالمي على الطاقة .
شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus