فى ظل جائحة كورونا، وانتشارها عالميا، والتي حصدت أرواح الآلاف حول العالم ، تعد الولايات المتحدة الأمريكية الأولى عالميا كقوي عظمى تربعت لعقود على حكم العالم، وتحديد مصير البشرية، كم أنها اليوم الأولى من حيث عدد الإصابات والوفيات والقتلى جراء الوباء، عكست تهالك المنظومة الصحية، وضعف الخدمات والرعاية الأمريكية ، وكشفت كوابيس الحلم الأمريكي، حيث يواجه الأمريكيون بمزيد من الضيق فكرة تحديد من هو أولي بالرعاية الصحية ؟
تعاني الولايات المتحدة من أزمة رعاية حرجة في المستشفيات في جميع أنحاء البلاد بسبب تزايد أعداد الإصابات بوباء كورونا، المنتشر في أمريكا ومع بلوغ مرحلة ذروة تفشي الوباء المتوقعة خلال أبريل وأوائل مايو، سترسل المرضى الذين يعانون من ضيق في التنفس بشكل جماعي حيث قد يموت الكثير منهم بسبب نقص الخدمة العلاجية .
تكمن المشكلة في كيفية إبقاء هؤلاء المرضى على قيد الحياة لفترة طويلة بما فيه الكفاية لكي تستطيع أجهزتهم المناعية مقاومة المرض، يتطلب ذلك إستخدام جهاز التنفس الصناعي لضخ الأكسجين إلى الرئتين مع التنفس الطبيعي للمريض لمدة أسبوعين.
مع تزايد الأعداد بأقسام العناية المركزة بهؤلاء المرضى ستعاني المستشفيات من نقصًا خطيراً، تمتلك المستشفيات الأمريكية حوالي 160.000 جهاز تنفس بالإضافة إلى 8900 أخرى في المخزون الاستراتيجي، وتتوقع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أن الفيروس سيصيب 2.4 مليون إلى 21 مليون شخص في الولايات المتحدة ، وسيحتاج 10 إلى 25 في المائة منهم إلى وضع أجهزة التنفس الصناعي، ولكل جهاز تهوية سيكون هناك ما يصل إلى 31 مريضًا ينتظرون في الطابور.
كيف سيقرر الأطباء في وقت الأزمات من يعيش ومن يموت، سؤال محير، ويحتاج لمزيد من التدقيق والدراسة، وتحكيم الضمير الإنساني، يقوم علماء الأخلاق الحيوية بوضع بروتوكولات في محاولة لمساعدة الأطباء على إتخاذ قرارات عادلة ورحيمة، تكفل حق الإنسان في الحياة، ومن لهم الأحقية في تلقي الرعاية أولا، هل يجب أن يأخذ الشباب الأولوية على الشيخوخة؟ الأبناء على الأجداد؟ الأمهات العازبات على الآباء ؟
في الولايات المتحدة إذا كنت فقيرًا وغير مؤمن عليك ، فأنت لا تحصل بالفعل على نوع الرعاية الصحية التي تحتاجها، وربما تموت على أبواب المستشفيات، إن وجد لك سرير فارغ، الشيء المثير في أجهزة التنفس الصناعي هو أنه يمكن أن يكون قرارًا فوريًا بالحياة أوالموت، إذا كان بإمكان شخص ما تتنفس ، لديك نافذة محدودة لإنقاذ حياتهم، إذا كنت بحاجة إليها ولم تحصل عليها ، فسوف تموت.
تختلف الضوابط بخصوص « معايير الرعاية أثناء الأزمات» خاصة عندما تكون الموارد غير كافية، على نطاق واسع من ولاية إلي أخرى، وحسب إمكانيات كل مستشفى داخل الولاية في ظل هذه الجائحة الفتاكة، والتي كشفت العديد من المبادئ الواهية لبلاد العالم الأول .
على سبيل المثال ، تم إنتقاد ولاية « ألاباما » بسبب نظامها الذي يدعو إلى إستبعاد المرضى الذين يعانون من تخلف عقلي شديد، كيف سيتعامل الأطباء مع الخيار الصعب مثل الاضطرار إلى سحب مريض من جهاز التنفس الصناعي لإتاحته لمريض آخر يعتبر أن لديه فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة؟
ولاية«نيويورك » تعاني من ضغف الخدمات الصحية المقدمة، نقص في إعداد السرائر للمرضى، ضعف في خدمة الرعاية، الأطباء ، التمريض، وسط تصريحات صحفية، بخروج العلاج الأمريكي قريبا للعالم، وعلى الجهة الأخرى وعلى استحياء تطالب الدول بضخ مزيد من المستلزمات الطبية، والماسكات، وبدل العزل، ومواد، وأدوات التطهير، تحطمت صورة أمريكا العظمى، التي لم تقدم نموذج الرجل المنقذ للعالم ، بينما تنتظر من ينقذها وينتشلها من برك العار والافلاس العلمي والتكنولوجي وتكتفي بتبادل الإتهامات الدولية، تقف عاجزة عن إنقاذ مواطنيها أو إيجاد المصل المعالج .
يقول أحد المسئولين : سيعتمد المستشفى على المرضى وأسرهم ، بالتشاور مع الطبيب المعالج للتوصل إلى إتفاق مقبول " قد يكون من المنطقي أن نقول لعائلات الأحباء الذين ظلوا على جهاز التنفس الصناعي لمدة عشرة أيام بدون حدوث تحسن " مرحبًا ، نحن في وضع حرج الآن. أريدك أن تعرف أن لدينا 300 جهاز تنفس فقط في المستشفى حالياً ، وهناك المزيد من المرضى القادمين، نود أن يكون لدينا محادثات جادة ومدروسة حول الإتجاه الذي يسير عليه مريضك ".
إخراج المريض من جهاز التنفس الصناعي من الناحية القانونية شئ خطير لا يحمل القانون الجنائي عمومًا الأطباء مسؤولية عدم توفير الرعاية إذا لم يكن لديهم الموارد ، ولكن أخذ المريض من جهاز التنفس الصناعي دون موافقته هو أمر مختلف، "إنها تبدو على الورق مثل القتل".أن تقصير الحياة حتى بضع ساعات يمكن أن يؤدي إلى اتهامات بالقتل الخطأ أو القتل."
الأمر متروك للمدعي العام حيث يمكن مقاضاة الأطباء بسبب الممارسات السيئة إذا أراد الطبيب إخراج المريض من جهاز التنفس الصناعي ، فهناك أيضًا إحتمال أن تسعى أسرة المريض إلى الحصول على أمر قضائي برفض هذا التصرف مما يؤدي إلى توقف العملية تماماً.
وفي لحظة تأمل لم يدور الآن من أحداث ما كانت لتتكشف إلا بحلول جائحة ضخمة عالمية، سريعة الانتشار كوباء كورونا، شكرا قائد مصر علي ما تقدمه الدولة والأجهزة الحكومية والصحية من أقصي رعاية دون مقابل، ومايرتد إليها هو السخط والإنتقاد والتشهير المفتعل، هم ينظروا لها بعين الحقد والحسد والغيرة، مصر كانت ولا تذال كبيرة في عين أبناؤها والتاريخ.
أمريكا .. لكم في أكبر دولة في العالم عبرة ومثل، لمن أراد أن يعتبر، لمن يتغنوا بالحلم الأمريكي، والعدالة الإجتماعية، وحقوق الإنسان.. اهلا بكم في العالم الثالث كونه الأكثر تمسكا بحقوق الإنسانية.
0 التعليقات :
إرسال تعليق