العطاء الواسع (قصة قصيرة) بقلم: د/ حنان إسماعيل





كنت أكسب لقمة عيشي من بيع بعض المناديل، أو من صدقات بعض المارة، أو ممن يطرقون بابي بهدف كسب مودة الرحمن، إلى أن جاءت كورونا وقضت على الأخضر واليابس، فخلا الطريق من المارة إلا النذر اليسير، حتى حرمت من صدقات المصلين يوم الجمعة عندما أغلقت المساجد.
سمعت عن ان الحكومة ستدفع مبلغ خمسمائة جنيه لمن تضرروا من الوباء ولا يملكون قوت يومهم، وبالفعل ذهبت لإحدى الوحدات المسئولة عن ذلك، وكان الزحام رهيبا، واحتمالات العدوى بالكورونا أكبر، ظننت أني سأرجع مجبورة الخاطر بذلك المبلغ وأسدد أجرة مسكني وطلبات أولادي، لكن بعد عناء طويل وصلت إلى الشباك لأفاجأ بالموظف ينظر لي بطرف عينيه ويقول لي هاتي اوراقك يا حاجة وانتظري دورك بعد الاستعلام.
لم أشعر بنفسي إلا والدموع تذرف بغزارة، جلست على الرصيف، ودعوت الله ، وتذللت له ، وأخلصت له الدعاء، أن يفك كربي، وأن يرزقني من فيض كرمه الذي لا ينفد. كفكفت دموعي ونهضت، وفي طريق عودتي للمنزل ، وجدت محفظة ملقاة على الأرض.
التقطتها وفتحتها وجدتها مكدسة بالأموال ، بحثت في المحفظة عن هوية صاحبها، وعنوانه.
وبالفعل توجهت إلى العنوان وسلمتها إليه، وشكرني على جميل صنيعي، وكافأني مكافأة كبيرة، سجدت لله شكرا علي واسع فضله وكرمه وانصرفت مجبورة الخاطر.
شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus