حمقى وموهومين وبائسين بقلم / غادة العليمى




حمقى وموهومين وبائسين فى أخر الأمر بنى الانسان..
يحكمنا طبع إنسانى غريب وكأننا نعمل ضد راحتنا ونستغل نقاط ضعفنا لنضعف أنفسنا بأنفسنا ونتحد مع القدر والحياة علينا لنهزم مقاوماتنا بعدواننا علينا
وكأن قلوبنا مصنوعة من المادة الخام للتعب ، ودوما عيوننا تفتش على الناقص لتبكى عليه أما أيدينا فتحترف التخلى عن الغالى لتنبش فيما تستعيض عنه بالرخيص والبخس
مكونات تعاساتنا فينا ، نشكو عيوب الزمن وصدق ماقاله الشاعر أن ليس لزماننا عيب سوانا
لدينا سوء تقدير غريب للآخر ونطالب الآخر بحسن تقديرنا
نجادل كثير فى كوننا مخيرون او مسيرين وحين تراقبنا ستتفاجئ من تفاهات معايير  اختياراتنا
نهدر الوقت والقلب والجهد والعمر فى أختيارات تافهه تنهكنا طول الوقت
  لون الاساس ، تصميم الملابس ، عنوان السكن وواجهة البيت ، وماركة السيارة وحتى نوع الحذاء
حتى إذا ما وضعتنا الايام فى إختبارات مصيريه وجدتنا منهكون أفرغنا الطاقة والفكر فى التافه ولم يعد بوسعنا اختيار القيم المصيرى الأساسي فى العمر
أى شريك للحياة وأى شريكة فى الحياة حتى لا نكون وحيدين والنتيجة رهان على سكن القلب طوال العمر فأما تهدينا رولة الحظ زواج سعيد أو تعاسة أبديه وغربة فى بيوتنا بين أزواجنا وأولادنا  لأن معيار الأختيار لم يكن صحيحا ّمن المبتدأ
رفيق الدرب صديق الأيام توأم العمر نختاره وننعم بجواره ثم سرعان ما يتغير وغالبا ما يتبدد ليس لأنه سيئ ولكن لأننا نحن السيئين فى الأختيار نراقب سقطاته  مع الأخرين مخدوعين أننا متقبلين عيبه وما نحن متقبلين
، موقنين أننا بالنسبه له إستثناء وأن ما يفعله مع غيرنا مستحيل أن يفعله معنا حتى تحين اللحظة التى يخرج فيها مارد السوء من قمقمه فنكتشف أننا أغبياء فنفصح عن غباءنا بأن نفتح القمقم  المخبوء فيه غضبنا ونلقيه بدون تجمل فنكتشف أننا إثنين غير اللذان تحابا وحلما وضحكا معا وأن وجه الملائكة خلفه قناع شياطين هى نحن ولكن فى ظرف زمان ومكان اخر

نعمل مالا نحب ونحب مالا نعمل لأننا نفتش عن أول عربة فى قطار الفرصة فنشقى طول العمر لأننا ما دققنا فى اختيار القطار
ندرس ما نباهى به مجتماعنا وليس ما يميل إليه ميلنا الفكرى والوجدانى فنخرج للحياة جهلة يحملون شهادة جهل مختومة من جهات لا تمثلنا
نجرى فى سباق البراند والموضة والجديد
ولا نتوقف دقائق لنسأل انفسنا هل تستحق هذه المستهلكات أموالنا وإهتمامنا لنصير عبيد أنيقة لها لهذا الحد
ليمر العمر فى أخر الأمر فنتطلع فى المرآة فنرى صورة لشباب تغيرت ملامحهم وصارت ملامح أخرى لإناس اخرى حمقى وموهومين وبائسين

شاركه

عن الكاتبة الصحفية دعاء سنبل

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus