قصه :ثرثره علي الجدران .. بقلم :جهاد رمضان







القلق كالنار وقلوبنا تصبح وقودا وحطام
تشتعل عندما نترك عقولنا للتفكير دائما .
ولكن يأتي بامر من القلب فلا نملك معه الحيله في الاعتراض
فتلقائيا ينصب وجداننا الي التفكير وتتسارع دقات قلوبنا خوفا حتي تهداء حين يأتينا السلام النفسي بان الامر بيد الله فلن يضيعنا
مرت الليله هادئه ولكن يحيطها القلق

الاب جلس يفكر فيما فعله ويتساءل هل استعجل بزواج ابنته ?
فهي قلبه ونورعينيه انتابه شعور للحظه الاولي عندما كان يطلع الي وجهها في عرسها ولم يجد ابتسامتها
وانخفض قلبه حين قبلها امام بيتها
ثم دعا الله بان يوفقها
بينما كانت سالمه في زهول من سرعان الاحداث
احقا هي في بيت زوجها !
نعم بيتها عملاق كل شي جديد ولكن لم تختار منه شياء
قاطع تفكيرها  يد حسن وهي تمسك يدها وللمره الاولي تنظر اليه وتددق النظر
فهو قصير القامه وذو لحيه
وملامحه صغيره
شعرت وكانه كالطفل الممسك بيد امه
وبدون كلمه واحده
اخذها علي الغرفه وجلسها علي السرير
وامسك براسها ووضعها علي صدره بعد ان استلقي علي السرير
وظل موضع رأسها علي صدره حتي غفلا الي النوم
وكأن في جوف كلا منهما احاديث طويله لاتسعها الليله واتفقا بان يستشعرا فقط الليله الأمان
ظلا هكذا حتي جاء الفجر
وشعرت سالمه بان احد يختنقها ولم تستطيع التحرك او التنفس
وبصعوبه شديده افتتحت عينيها لتجد حسن يحاول خنقها وكانه تفاجئ بها وهو يتسأل من هي
حاولت الفرار منه وهي تتلعثم بالارض حتي استطاعت فتح الباب
وجريت في الطرقات والشوارع حتي وصلت لبيت ابيها وطرقت الباب بجنون
وانفزع الاب من مضجعه بفزع ليفتح الباب
ليجد ابته تترتمي في احضانه بفستانها
وفي زهول اخذها واجلسها
والاسئله تتدفق في رائسه ماذا حدث؟
وقبل يسألها
سمع بطرقات علي الباب
واسرع بالفتح ووجد ام حسن
فطلبت الدخول وادخلها
والكل ينظر للأخر في زهول
الا ام حسن كانت ثابته متيقنه بما سيحدث وحدث
فقالت
قبل ان تسال يابو سالمه
انا ابني حسن ولدي الاكبر واول فرحتي وهو مصاب بمشكله نفسيه ياخد معها علاج ولكنه سليم ورجل لايوجد مثله ابدا
فقاطعها الاب غاضبا ولما لم تخبريني بهذا قبل الزواج
فضحكت باستخفاف وقالت
إذا اخبرتك لم توافق وإذا نبهت ابنتك بذالك يوم الدخله كانت خافت وقالت لك وانتهي الزواج ولكن الأن ابنتك متزوجه وانظر ماذا سيقال علي ابتك عندما يعرف الناس انها تركت بيت زوجها في يوم زفافها
فسكت الاب ،سكت ولم يبدي بكلمه واحده
واسرها في نفسه
وكأن خيبه العالم سكنت قلبه واهلكته
وام سالمه قامت واحتتنضت ابنتها وهي تبكي
بعد ان نظرت الي ابيها وعرفت مايكمنه في نفسه
واخذتها الي الحجره
وتحدثت معها
ابنتي هذا زوجك وعليكي ان تتحملي قدرك
وان  تخافي علي سمعتك إذا علم الناس بقدومك لبيت ابيك يوم فرحك
وزوجك ممريض بمرض يذهب بالعلاج
انتي زوجه صالحه 
فقامت بهدوء وققفت امام ام حسن وقالت هيا لنذهب
لمعت عينا ام حسن وانها انتصرت في معركه عظيمه ظلت تتخطط لها طيله حياتها لتتنتصر عليها
في اختارت الوقت والإناس المناسبون
ظلت تتابعهم مده طويله ولمعرفتها عن صلاح اهل البيت وخوفهم الشديد من كلام الناس عرفت كيف ترتب احداثها

ورجعت سالمه الي البيت بعد ان اكدت لها ام حسن انه سينام طويلا وعرفتها مواعيد علاجه والحقن المهدئه له
وجلست علي الكرسي بعد ام خلعت فستانها وارتدت عباءه صبحيتها
وجلست علي الكرسي المجاور للسرير تنظرله
حتي اذن الظهر وحسن مازال مستغرق في النوم
قامت لتصلي وكتبت ورقه تسجل بها مواعيد علاجه
ووضعتها في دولابها
حتي شعرت بصوت حسن وهو يفيق من نومه
فجرت لتختبئ وقام مسرعا ينهض وهو يذكر نفسه ياحداث امس التي مرت مسرعه في زاكرته من يوم الفرح حتي خناقه لسالمه وامه وهي تعطيه الحقنه
فخطي مسرعا ليبحث عن سالمه وظل ينادي عليها في كل حجره حتي وجدها وراء الباب
فنظر لها في اسف وجلس علي ركبتيه
ممسك بيدها ليعتزر لها عما حدث امس
وقاطعهما صوت الباب
والناس يزغرطون لصباحيتهم
وقامو وافتحو الابواب
والاقارب والمعارف يباركون ويتمتمون عن فخامه منزلها وحياتها
وهي تنظر له كالمخطوف من الحياه تنظر لابويها في زهول وهم يتقمسون الدور وكأن لم يحدث شيأ امس
كانت تود لو ان احد منهما يسألها عن حالها 
ولكن لم يحدث
حتي لايسمعون منها مايعلمونه
بل
ليعلموها كيف تتقمص الدور علي الناس بالسعاده
                     ----يتبع
شاركه

عن الكاتبة الصحفية دعاء سنبل

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus